يُعتبر القلقلة من أهم الأحكام التجويدية التي يجب على المسلم الإلمام بها، حيث يسهم في تحسين نطق الحروف وضبط الصوت أثناء قراءة القرآن الكريم،تعد القلقلة عملية نطق خاصة تتعلق بعدد من الحروف الساكنة، وتظهر بوضوح في عدة مواضع من الآيات الكريمة، لذلك سوف نتناول في هذا المقال مواضيع متنوعة تتعلق بأمثلة القلقلة وأنواعها، فضلاً عن التعرف على حروف القلقلة وأهمية استخدامها في التجويد.

يُعتبر القلقلة من الوسائل اللغوية التي يستخدمها القارئ لتوضيح الاستجابة الصوتية عند التنقل بين الحروف الساكنة والمتحركة في اللغة العربية،يتضمن فهم القلقلة دراسة مجموعة من الحروف، وهي ق، ط، ب، ج، د، حيث تتميز كل واحدة منها بخصائص صوتية تجعلها مهمة في علم التجويد،وبالتالي، فإن التعرف على هذه الاستخدامات يسهل عملية التعلم في مجال القراءة الصحيحة.

أمثلة على القلقلة

تتمثل القلقلة في طريقة معينة لنطق بعض الحروف الساكنة عندما يأتي بعدها حركة معينة، مما يؤدي إلى حدوث فرق واضح في الصيغة الصوتية،تُعتبر هذه الظاهرة ضرورة ملحة لكل مسلم يسعى لتحسين مستواه في التجويد،تتضمن الحروف التي يتم إدراجها في هذا النمط خمسة حروف تم تسميتها لتسهيل حفظها، وهذه الحروف تتضمن ق، ط، ب، ج، د،سنستعرض بعض الأمثلة المتعلقة بالحروف، بدءًا بحرف “ق”.

  • القاف (ق)،
    المثال يأتي قول الله تعالى في سورة يس، حيث نجد {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ}.

تظهر هنا القلقلة في كلمة “مُّقْمَحُونَ” وكذلك في كلمة “وخلقنا”.

  • الطاء (ط)،
    المثال يأتي في قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}.

وفي كلمة “أَنُطْعِمُ” و “أَطْعَمَهُ” يمكن ملاحظة تأثير القلقلة بشكل واضح،كذلك، في قوله تعالى {وَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} نجد القلقلة في الكلمات المذكورة.

  • الباء (ب)،
    المثال في قوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}،

وفي قوله {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}، نجد الباء تُظهر تأثير القلقلة في الكلمات مثل “يُبْصِرُونَ” و “وَهَبْ”.

سنواصل التحدث عن القلقلة في الحروف الأخرى.

أمثلة على حروف القلقلة “جد”

انتقلنا الآن إلى حروف القلقلة الموجودة في الكلمة “جد”،تتمثل هذه الحروف في الحرفين الجيم والدال، وسنتناول بعض الأمثلة لكل منهما.

  • الجيم (ج)،

يمكننا الإشارة إلى الآية الكريمة {إنما تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ}،يوجد تأثير القلقلة في كلمة “وَأَجْرٍ” وفي “وَأَخْرَجْنَا”.

  • الدال (د)،

أحد الأمثلة يمكن أن يكون في قوله الكريم {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}، وفيها تتضح القلقلة عند ذكر كلمة “لَقَدْ” بينما يتواجد أيضًا في قوله تعالى {أأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنقِذُونِ}.

هذا يبرز أهمية التعرف على حروف القلقلة وفهم كيفية استخدامها بطريقة صحيحة.

درجات قوة حروف القلقلة

تتفاوت قوة حروف القلقلة بين بعضها البعض، حيث كل حرف له خصائصه الخاصة بذلك، وتُقسم القلقلة وفقًا لثلاث درجات رئيسية،تشمل هذه الدرجات

  • أعلى القلقلة هي الدرجة الأعلى للقلقلة وتظهر بوضوح في حرف الطاء، كما لاحظنا في أمثلة سابقة.
  • أوسط القلقلة ينتمي إلى حرف الجيم، حيث يظهر تأثير القلقلة بشكل معتدل.
  • أدنى القلقلة وهذا هو الاضطراب الأقل، حيث ينتمي إلى باقي الحروف.

تتضح هذه الدرجات في القرآن الكريم، كما يتجلى ذلك في أمثلة متعددة.

سبب حدوث الاضطراب الصوتي في حروف القلقلة

ينتج الاضطراب والقلقلة عن تفاعل خاص بين أكثر من صفة واحدة من صفات الصوت،تشمل الصفات التي تسهم في هذه الظاهرة

  • الجهر يُعتبر من الخصائص اللازمة التي تعمل على دعم هذا الصوت وتمنع انسحاب النفس عند نطق بعض الأحرف.
  • الهمس يمنع جريان الصوت، مما يزيد من صعوبة النطق بشكل صحيح دون اتباع طرق محددة.

يجمع هذا التضاد بين الصفات ويؤدي إلى حدوث القلقلة، مما يُظهر لنا كيف يتم التعامل مع الصوتيات في اللغة العربية بطريقة مُعقدة.

مراتب القلقلة في الكلمات

تتعلق مراتب القلقلة بالمكان الذي تتواجد فيه الحروف داخل الكلمة سواء كانت في النهاية أو الوسط،حدد العلماء ثلاثة مراتب رئيسية وفقًا لموقع الحرف وحركته

  • القلقلة الكبرى تحدث عند حرف يقلقل في نهاية الكلمة.
  • القلقلة الوسطى عند وجود الحرف في نهاية ولكن ليست مشددة.
  • القلقلة الصغرى عندما يأتي الحرف في وسط الكلمة ويكون ساكنًا.

يساعد هذا الفهم في تحديد كيفية نطق الحروف والتعامل معها وفق الأخطاء الشائعة التي قد تحصل.

أمثلة على كيفية نطق القلقلة

تنقسم طريقة نطق القلقلة إلى ثلاث طرق، يجب الإلمام بها لتحقيق الفهم الشامل

  • وفقًا للحرف السابق أي أنه إذا كان الحرف قبله مكسورًا أو مفتوحًا، يتم التحكم في حركة الحرف المقلقل.
  • وفقًا للحرف التابع حيث يتم التعامل وفق الحركة التي تليه.
  • فتح القلقلة دومًا ويشمل فتح الحركة دائمًا في هذا النمط.

في كل هذه الطرق نجد أهمية التركيز على هذه الحروف لضمان جودة القراءة.

نصائح للقراءة الصحيحة للقلقة

لتحقق نقاء الصوت أثناء القلقلة، يجب مراعاة بعض النقاط المهمة،تتضمن هذه النقاط

  • عدم دمج صوت القلقلة مع حركات الآتية مثل الفتح والضم غيرها.
  • انهاء صوت القلقلة بحركة سكون ثابته.
  • ضرورة إظهار صوت القلقلة عندما يتطرق الحرف لحروف ساكنة.

باتباع هذه النصائح يمكن للقراء الوصول إلى مستويات أعلى من الدقة في القراءة.

أسباب التسمية الاضطراب الصوتي بالقلقلة

لقد عُرف القلقلة بهذا الاسم نتيجة مجموعة من التفسيرات التي قدمها العلماء تاريخيًا،تشمل هذه التفسيرات

  • فكرة أن هناك حركة متكررة تُحدث الضغط الصوتي.
  • الرأي القائل بأن الحروف في حالة معينة تحتاج إلى تحرير صوت قوي.
  • تفسير ثالث أنه يعكس الصوت الذي يصدر عن شيء يابس.

يتضح من خلال هذه الآراء المختلفة مدى تعقيد اللغة العربية كعلم ودراسة.

أمثلة على استخراج كلمات القلقلة

سوف نستعرض مجموعة من الأمثلة المستخرجة من النصوص القرآنية لتكون بمثابة تدريب عملي لاستخراج حروف القلقلة

  • (إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ).
  • (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ).
  • (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ).
  • (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ).
  • (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وغيرها من الكلمات المهمة).

لقد أكدنا في هذا البحث على أهمية معرفة القلقلة وفهم كيفية استخدامها بطريقة صحيحة،تفهم هذه الحروف يعكس جمال اللغة العربية وقدرتها على الربط بين المعاني والألفاظ بشكل فني،وبالتالي، كان لزامًا علينا العمل على إثراء معرفتنا بهذا المجال، وذلك لتحقيق مستوى متفوق في تجويد القرآن الكريم.