يعد التأثير السلبي للطلاق على الأطفال محط اهتمام عدد كبير من الأشخاص، حيث ارتفعت معدلات الطلاق بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، مما له تأثير سلبي على حياة الفرد والمجتمع، وخاصة في الحياة الأطفال الذين يعيشون في حالة تفكك عائلي بعيدًا عن حضن أسرهم وحب والديهم؛ ولهذا السبب سنقدم في موقعنا نصائح لمواجهة الأضرار الناجمة عن الطلاق والحد منها.

تأثير الطلاق السلبي على الأطفال

وبالطبع يتأثر الأمر سلباً بشكل كبير عندما يتخذ الوالدان قرار الانفصال والطلاق، مما يجعل الأبناء يشعرون بالتفكك وعدم الانتماء لأي منهما. ويكون أثر الطلاق كما يلي

1- التأثير النفسي والعاطفي على الطفل

يعاني كافة الأطفال من صعوبة السيطرة على مشاعرهم وتقبل قرار والديهم بالطلاق، ويؤثر هذا القرار عليهم نفسياً وعاطفياً، وهو ما يتجلى فيما يلي

  • يشعرون بالقلق والتوتر النفسي نتيجة التفكير المستمر في أسباب انفصال والديهم وطلاقهم وعدم فهمهم لها جيداً، ويعتقدون أن والديهم سيتوقفون عن محبتهم.
  • الشعور بالحزن والأسى وعدم القدرة على التكيف مع طلاق والديك. وتختلف هذه المشاعر حسب نضج الطفل وفهمه لقراره.

2- التأثير الاجتماعي على الطفل

تتجلى آثار الطلاق الاجتماعية على الأطفال بعلامات ومظاهر متنوعة للغاية، تتمثل فيما يلي

  • ضعف مهارات التواصل عند الطفل ويظهر من خلال عدم قدرة الطفل على التفاعل مع والديه بعد الانفصال، وكذلك مع الآخرين من حوله بسبب المشاعر السلبية.
  • التأثير على علاقات الطفل المستقبلية يتأثر الطفل داخلياً بقرار الانفصال، مما يؤثر على تربيته وعلاقته المستقبلية مع مرور السنين.

3- التأثير على المستوى التعليمي والأكاديمي للطفل

إن الكثير من التغيرات الحياتية المتنوعة التي تصاحب الانفصال والطلاق تدل على تدني المستوى التعليمي للأطفال، الأمر الذي يختلف من طفل إلى آخر، ويعود ذلك للأسباب التالية

  • عدم قدرة الأطفال على التكيف مع المدارس، وكذلك مع أماكن السكن والأحياء الجديدة، ويعود ذلك إلى التنقلات نتيجة انفصال الوالدين.
  • يحتاج الأطفال إلى الحصول على مزيد من الدعم من والديهم، خاصة عند الانفصال، ومساعدتهم على تقبل واقع الطلاق.
  • يشعر الأطفال ببعض الارتباك والارتباك والضغط النفسي ولا يتمكنون من التركيز بشكل جيد في الدراسة نتيجة التغيرات الديناميكية.

4- التأثير على صحة الأطفال وسلوكهم

وينعكس قرار انفصال الوالدين بشكل ما على الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية للأبناء في أغلب الأحيان، وهي ما يلي

  • ظهور المشكلات والاضطرابات السلوكية المختلفة، كالعنف والانحراف، واللجوء إلى الصراع بسرعة أكبر من الأطفال العاديين.
  • زيادة احتمالية الإصابة بالمشاكل النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والمشاكل النفسية الناتجة عن التوتر والقلق وغيرها.

أضرار الطلاق بشكل عام

وتجدر الإشارة إلى أن الطلاق يؤثر سلباً على الزوجين، وليس على الأبناء فقط. وتتمثل هذه الأضرار العامة فيما يلي

1- الأضرار النفسية للمطلقين

ويعتبر قرار الانفصال قراراً عاطفياً وليس قراراً قانونياً، فهو نهاية عملية الزواج المقدسة التي جمعتهما بالحب والصدق، ومن الآثار النفسية عليهما ما يلي

  • يشعر أحد الزوجين أو كليهما بالألم والخسارة عند انتهاء العلاقة الحميمة مع الشريك، بغض النظر عن الأسباب.
  • يعاني الأزواج من مجموعة من المشاعر النفسية والعاطفية المعقدة، بما في ذلك القلق والتوتر والفوضى الداخلية.
  • الشعور بالذنب والخجل ممن حولك بعد الطلاق.

2- الأضرار الاقتصادية والمالية

ولا يقتصر الطلاق على نفسية الزوجين وعواطفهما الداخلية فحسب، بل يؤثر بشكل كبير على وضعهما الاقتصادي والمالي، مما يتسبب في بعض الأحيان في انخفاض المستوى المعيشي للأسرة، لذلك بدأ كل واحد في استخدام راتبه بمفرده. بشرح طريقة أكثر تنظيما.

3- الأضرار الاجتماعية

إن تجربة الانفصال والطلاق لها تأثيرها على نفسية الزوجين، حيث تخلق العديد من المشاكل في التواصل مع من حولهما والتعامل بشكل طبيعي. تشمل الأضرار الاجتماعية ما يلي

  • وجود ضغط أسري من أهل الزوج السابق أو أهل الزوجة والشعور بالاستياء والغضب مما يدفعه إلى قطع العلاقات الاجتماعية.
  • يميل بعض الأصدقاء إلى تفضيل الطرف الأضعف في قرار الطلاق ويجدون صعوبة في البقاء مع الزوجين بشكل فردي.

نصائح للتعامل مع أضرار الطلاق والحد منها

هناك عدد من النصائح والإرشادات التي تساعد الوالدين على الحد من التأثيرات على الأبناء عندما يقررون الانفصال والطلاق، وهي كما يلي

  • من الضروري الحفاظ على الصحة واللياقة البدنية بعد تنفيذ قرار الطلاق، ويتحقق ذلك من خلال ممارسة بعض التمارين الرياضية وتناول نظام غذائي متوازن.
  • الحفاظ على علاقة جيدة تتضمن التعاون والاحترام مع الطرف الآخر، خاصة فيما يتعلق بالسلامة والراحة.
  • يعتني الرجال والنساء بأنفسهم جيدًا، ويحافظون على الطاقة الإيجابية، ويتلقون الدعم من العائلة والأصدقاء.
  • تعرفي على كيفية إدارة ميزانيتك المالية، خاصة إذا كان الزوجان المنفصلان يعانيان من مشاكل مالية ناتجة عن قرار الانفصال.
  • ومن الضروري الحفاظ على خطوط التواصل مع الأطفال، ووضع خطة تجعلهم على دراية بقرار الانفصال وأهميته للحفاظ على حياة صحية.
  • يمكن للزوج المطلق أن يطلب المساعدة من مستشار العلاقات أو الأخصائي النفسي حتى لو كان يشعر بأنه غير قادر على التغلب على الآثار السلبية لقرار الطلاق.
  • اشرح الموقف والقرار للأطفال القادرين على فهم الأمر.
  • يجب إعطاء الأطفال المزيد من الاهتمام والرعاية بعد تنفيذ قرار الانفصال ومشاركتهم الأنشطة الجديدة والابتعاد عن أجواء الحزن.

الطلاق هو وضع غير متوقع على الإطلاق بالنسبة للأطفال الصغار، ويمثل نقطة تحول تغير حياتهم بشرح طريقة قاسية وغير محببة أو حنونة، ويسبب لهم أضرارًا عاطفية ونفسية وغيرها من الأضرار الناجمة عن تواجدهم في بيئة خالية من الوالدين معًا.