تحليل قصيدة تعمدت قتلي في الهوى لحافظ ابراهيم.. من شعر حافظ ابراهيم
هناك العديد من الأعمال الأدبية الرائعة التي لا يزال البعض يتغنى بها ويتأثر بما تحمله من معنى ومشاعر. ولهذا السبب يقدم تحليل لقصيدة “قتلت نفسي بالحب عمداً” لحافظ إبراهيم، ويعتبر أحدهم. ويتم عرض أشهر الشعراء الذين تناولوا أروع المشاعر الإنسانية في قصائدهم.
تحليل قصيدة “قتلتني عمداً من أجل الحب” لحافظ إبراهيم
قتلتني بالحب عمداً تعتبر من الأعمال الأدبية الرائعة للشاعر الكبير حافظ إبراهيم والتي تجسد العديد من المفاهيم العميقة وأروع المشاعر الإنسانية. ويمكن الاطلاع على شرح القصيدة من خلال ما يلي
1- القسم الأول
تبدأ قصيدة “قتلتني عمداً” بالأبيات التالية
أردت قتلي شغفًا، وفعلت ذلك عمدًا** ولكن عيني لم تخطئ، ولم تعتدِ لحظة واحدة.
كلانا له عذر، فعذري شبابي ** وعذرك أنني هاجمت بالسيف العاري.
لقد أصبحنا متواضعين، ولسنا هنا كما أصبح الآخرون** ولكننا أصبحنا أكثر سعادة بالحب.
إن أشواقنا في نفوسنا لم يحكمها شيء أسهل من حكومة النعمة والندى.
يبدأ الشاعر قصيدته بمقدمة طويلة وغزلية يتحدث فيها عن أنه كان رجلاً عفيفاً وقع في الحب. وكان عذره أنه لا يزال صغيرا ومن طبيعة الشباب أن يقعوا في الحب رغم ذلك. ولم يتنازل عن عزته ولم يهان.
2- القسم الثاني
ويواصل حافظ إبراهيم قصيدته قتلتني من أجل الحب عمداً فيقول
للنفوس في الجنوب بيوت ** بناها التقوى واختارها الحب معبدا
وفتنة تُوحى إلى القلب في الحال** فيؤمن بالوحي ويهتدى.
تركتها يتيمة وللليل مظهر آخر ** وحسدها في الأفق يغريني علي.
مشيت ولم تحذر وكانوا في مرصد ** والكواكب حذرت قبلي في المرصد
فلما رأوني، رأوا الموت مقبلًا** ولم يروا إلا الدينونة متجسدًا.
فقال زعيم القوم لقد ساء فألنا ** لأننا نرى الموت تلو الآخر يقلد
ليس لدينا خيار سوى الخوف من طريقه ** وإلا سيكون السيف أقوى منا وسوف نهلك.
ثم غطوا أنفسهم جميعا في المنام كامل ليصرفوا ** شيبا صارمي عنهم وهو مغمد.
مشيت في دواخل الجميع كأنهم نائمون ** أعطيتهم الماء ليشربوا، فجأة نام الرعب
وفي هذه الأبيات يروي الشاعر رحلته للقاء محبوبته، والتي تعتبر رحلة مليئة بالمخاطر، في سياق علم أهله بحبه ووصوله إليها، فاستعدوا لقتله. لكن عندما رأوه قادمًا من بعيد أدركوا مهارته وفروسته فقرروا الابتعاد عنه والتظاهر بالنوم حتى لا يقتلهم بسيفه.
3- القسم الثالث
ويأتي المقطع الثالث من قصيدة حافظ إبراهيم “قتلتني حباً عمداً” مع الشرح التالي
وذهبت إلى المكان الذي ينطلق فيه المني ** وحيث أخذتني شهوات الروح لم يجرؤ أحد.
وحيث تنظر فتاة الخدر إلى زيارتي** وتسألني عن كل طائر يغني
وتنتظر مثل أمل اللص إذا بسط الظلام حجابا أسود داكنا على البدر.
ولو قطعوا من أغصانها أغصاناً** ونسجوا لها حجاباً حين ظهرت
فلما رآني مقبلاً بوجهٍ مشرقٍ، ولم يثنني عن موعدي خوفاً من الكارثة.
صرخت وأعجبت بكيفية فهمه لهم ** وسلكت الطريق المرصوف بالحصى.
فقلت سل أحشاءهم كيف فزعوا ** وسيوفهم هل تصافح أحد منهم
قالت أخاف أن لا يتمكن أقوام قد استنفذت حقدهم ** في قلوبهم من تحقيق هدفك.
لا تتبع طريق الحيوانات البرية ** لأن الباز يمكن اصطياده ولو كان صيدا.
ثم قلت “اترك ما يزعجك، لأن لدي قلبًا في جانبي، إيدا.”
ثم مالت إلى إغرائي، وملأتها رغبتها. ** ثم تحدثت مع نفسي واضطرب ضميري.
وفي هذه الأبيات يقول الشاعر إنه أدرك حاله، فمر بهم وهم يتظاهرون بالنوم ووصل إلى محبوبته التي اندهشت من حاله وكيف وصل إليها من الطريق الذي يمر على قومه.
ثم أخبرها عن خوفها منه ورعبها الشديد، لكنها طلبت منه العودة في طريق مختلف عن الذي أتى منه، لكنها بعد ذلك اقتربت منه لتقبيله، لكنه رفض، بعد أن تذكر من هو . كان وأنه كان من فرسان الممدوح.
التحليل الفني للقصيدة لقد قتلتني في الحب عمدا
وبالانتقال إلى تحليل القصيدة تعمدت قتلي في الحب، نذكر أن من يتأمل هذه القصيدة يجد أن الشاعر يعتمد بشكل أساسي على التمثيل الفني، حيث نراه يرسم صورة الفارس القوي الذي يخشاه الجميع.
وهذه صورة تتناسب مع التزامه الأخلاقي وأيضًا عدوانيته، لكنه يستخدم هذا الوصف من أجل الثناء، فهو فارس من فرسان المحمود، وهذا يتطلب أن يتحلى بهذه الصفات.
ثم نرى الشاعر منغمسا في وصف المحمود الذي يصفه بأنه ذو مكانة عالية وصاحب كرم، وهو رجل نزيه يجمع بين القوة والعلم والأخلاق والمال، وكانت هذه الصفات هي السبب لتوجيه المدح إليه وتقييده.
التحليل الإيقاعي للقصيدة لقد قتلتني في الحب عمدا
ونلاحظ أن قصيدة “قتلت نفسي عمداً في الحب” نظمت في البحر الطويل الذي يعتبر من البحار ذات النشاط الواسع، مما يترك للشاعر مساحة للتعبير عن موضوع قصيدته بقلب واسع، وهذا كما يعتبر البحر من أكثر البحار استخداما في تأليف المعلقات والقصائد الطويلة.
وعند ة تحليل قصيدة “قتلت نفسي عمداً من أجل الحب” لحافظ إبراهيم، ذكرنا أن هذا الشاعر يعتبر من الشعراء الذين ذاع صيتهم وحمل لقب شاعر النيل الذي منحه إياه صديقه أمير الشعراء أحمد شوقي.