تعتبر قضية تبخير البيت باستخدام الملح من الموضوعات التي أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الإسلامية،فقد تعددت الآراء حول هذا الموضوع بين الفقهاء والمشايخ، مما جعل بعض الأشخاص يتساءلون عن الحكم الشرعي الصحيح في ذلك،من جهة أخرى، منح المسلمون أهمية كبيرة لتطهير منازلهم من الشياطين وكافة energies السلبية، ولهذا السبب يسعى البعض إلى استخدام الملح كمادة للتبخير بالطريقة التقليدية،سنستعرض في هذا المقال أهم الأراء الفقهية المتعلقة بهذا الأمر بشكل مفصل.

حكم تبخير البيت بالملح

إن البحث في كتب الفقه لم يجيب بشكل واضح عن مسألة حكم تبخير البيت بالملح، حيث لا يوجد أصل فقهي قوي يدعم هذا الفعل،ومع ذلك، طرحت أسئلة عديدة حول هذا الموضوع وتمت مناقشتها من قبل مجموعة من الفقهاء المعاصرين

  • حيث أشار الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، إلى منع استخدام الملح في هذا السياق، حيث أفاد بأنه قد سُئل عن حكم تبخير البيت ورش الملح، فأجاب “لا، هذا غير صحيح”،وأكد أن الاعتقاد بأن قراءة القرآن على الملح وطرده في البيت يبعد الشياطين هذا “خطأ وليس بصحيح”.
  • أما الشيخ عويضة عثمان، الذي يتولى إدارة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، فقد رأى أن استخدام الملح أو البخور ليس حرامًا في حد ذاته، لكنه أكد على ضرورة عدم نسب ذلك إلى الدين، فهو مجرد طقوس مجربة،
  • الشيخ ابن باز، عندما سُئل عن نفس الموضوع، أشار إلى عدم وجود أصل لهذا العمل، ونصح بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن كوسائل تكفي لطرد الشياطين.

لكن يجب أن يُؤخذ في الاعتبار أن الملح بحد ذاته ليس له تأثير مباشر في رؤية الإسلام، وأي اعتقاد في قواه بمفرده يعد تبريرًا للممارسات التي قد تؤدي للشرك الأصغر.

  • في هذا السياق، أوضح الشيخ صالح آل شيخ أن للناس اعتقادات كثيرة حول استخدام الملح لمنع الحسد، لكنه أكد أن أي اعتقاد ليس له أصل شرعي لا يجوز اتباعه.

يُلاحظ أن مجموعة من الفقهاء الحديثين قد أوضحت مواقفهم الرافضة لأعمال التبخير باستخدام الملح، مثل الشيخ ابن جبرين، الذي أضاف تحذيراته بخصوص هذه الممارسات،وهذا يشير إلى عدم إجماع الفقهاء على جواز هذه العادة، مما يستدعي الأخذ بنصائحهم في هذا المجال.

حكم رش الملح على المولود

في كتاب “الإبداع في مضار الابتداع”، أشار الشيخ على محفوظ إلى أن رش الملح على المولود في اليوم السابع من الولادة يعد من البدع التي لا أصل لها في السنة،كما حذر من تعليق التمائم على الأطفال بأي شكل كان.

وقد أوصى جميع الفقهاء المستفتين بقراءة سورة البقرة في البيت، استنادًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة”،وبهذا، نجد أن قراءة القرآن تُعتبر وسيلة فعالة لطرد الشياطين وإحياء الأجواء الروحانية في المنازل.

الخلاصة

استناداً إلى مذاهب الفقهاء حول مسألة تبخير البيت بالملح، يمكن تلخيص الرأي في النقاط التالية

  1. بعض الفقهاء يرون جواز تبخير البيت بالملح مع التنبيه بعدم الاعتقاد بفاعليته، بينما أخرون اعتبروه بدعة غير مستحب اتباعها.
  2. من غير الجائز رش الملح على الأطفال بحجة طرد الحسد، كما أن ذلك يعد من الاعتقادات الخاطئة.
  3. الإرشاد العام من الفقهاء يشير إلى أهمية قراءة سورة البقرة لطرد الشياطين وإعمار البيوت بالذكر.

وفي الختام، يتضح أن الآراء الفقهية حول استخدام الملح لطرد الشياطين أو تبخير البيوت قد تباينت، مما يستدعي من المسلم الاعتماد على الكتاب والسنة واتباع النصح المتعلق بالذكر والقرآن لتطهير منزله،يُستحب أن يكون المسلم واعيًا لخطورة الاعتقادات الخاطئة، وأن يسعى للابتعاد عنها، مُوجهًا جميع طاقاته نحو عبادة الله وذكره، فهو الحامي والحافظ،