تعتبر سورة التوبة من السور القرآنية المهمة، حيث تحمل في طياتها معاني ودروس تتعلق بالعلاقات بين المسلمين والمشركين،واحدة من الخصائص الفريدة لهذه السورة هي عدم بدايتها بالبسملة كما هو المعتاد في باقي السور،ويعود السبب في ذلك إلى سياقها ومضمونها، الذي يتطلب صرامة أكثر في الطرح والتأكيد على القضايا العقدية والسياسية التي كانت سائدة في زمن نزولها،وفي هذا المقال، سنستعرض السبب وراء عدم ذكر البسملة في سورة التوبة، بالإضافة إلى الخاتمة لأهمية هذه السورة.

سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

تعددت الآراء حول سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة، إذ يرى البعض أن العرب في العصور القديمة كانوا يقترنون البسملة عند كتابة العهود والمواثيق،وعند رغبتهم في نقض أو إلغاء أي عهد، كانوا يمتنعون عن ذكر البسملة،ومن هنا، فإن بداية سورة التوبة بكلمة “براءة” تشير إلى نقض العهد مع المشركين، وهو ما يتناقض مع مفهوم الرحمة والأمان الذي ترمز إليه البسملة.

وهكذا، عندما نزلت سورة التوبة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت تحمل حكمًا قاطعًا في بسط العداء تجاه المشركين، ولذلك أمر النبي علي بن أبي طالب عند قراءة السورة بعدم قول البسملة كما كان المعتاد.