تُعتبر مشكلة تأخر النطق واحدة من التحديات الشائعة التي يواجهها الأطفال خلال مراحل نموهم،يشعر العديد من الأهل بالقلق حيال هذه القضية، حيث يسعون جاهدين لفهم الأسباب وراء حدوثها ووسائل معالجة هذه الظاهرة بشكل فعال،يتناول هذا المقال الأساليب المختلفة لعلاج تأخر النطق عند الأطفال، وكذلك وسائل مساعدة مستمدة من القرآن الكريم، كما نستعرض العوامل التي تؤثر في تطور النطق لدى الأطفال، وآليات متابعة تلك المشاكل وحلولها.

علاج تأخر النطق عند الأطفال بإذن الله تعالى

يوجد العديد من الأساليب والطرق المتبعة لعلاج مشكلة تأخر النطق عند الأطفال بإذن الله، والتي تتضمن

  • إذا لم يكن هناك أي مشاكل في قدرات الاستيعاب أو مشكلات عضوية، يمكن للأهل التواصل مع الطفل بشكل مستمر والطريقة العادية، وتعليمه أشياء جديدة والتحدث معه،على سبيل المثال، يمكن أن تخبر الأم طفلها أثناء الطهي “انظر، أنا أعد الطعام الآن”.
  • ينبغي عدم تحديد عدد معين من الكلمات للطفل،على سبيل المثال، إذا كان الطفل يتحدث بجملة من أربعة كلمات، فعلى الأبوين تشجيعه على استخدام عبارات أطول، ولكن دون إدخاله في تعقيدات الكلام،استخدام جمل بسيطة يساعد على تحسين قدراته اللغوية.
  • عادة ما يهتم الأطفال بالأصوات المشابهة لأصواتهم، لذا ينصح الأطباء الأهل بأن يتحدثوا مع أطفالهم بنبرة صوت طفولية تماثل أصوات الأطفال.
  • من الأمور الهامة أيضاً هي الحرص على غناء الأناشيد وقراءة القصص للأطفال في سن مبكرة، إذ إن ذلك يسهم في تنشيط العقل وتحفيز الإبداع لدى الطفل.
  • يجب أيضاً منع الأطفال دون سن عامين من مشاهدة التلفاز تمامًا، لتعزيز فرص التفاعل الاجتماعي والتواصل بين الأهل والطفل.
  • من المفيد اصطحاب الأطفال إلى الأماكن العامة مثل الشوارع والحدائق للتعرف على البيئة المحيطة بهم.
  • إذا وجد أي علامات على وجود مشاكل عضوية أو علامات توحد، فيجب استشارة الطبيب المختص للحصول على العلاج المناسب.

علاج تأخر النطق عند الأطفال بإذن الله تعالى بالقرآن الكريم

تشير بعض الدراسات إلى أن الاستماع إلى القرآن الكريم، وخاصة سورة “طه”، يمكن أن تكون له آثار إيجابية على الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق،حيث يدعو سيدنا موسى ربه في هذه السورة قائلاً “رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي”.

توصلت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين استمعوا مرارًا وتكرارًا لتلك السورة، نجحوا في تحسين قدرتهم على النطق مع مرور الوقت،مما يدل على تأثير الكلمات الروحانية في تحسين مستوى الكلام لدى هؤلاء الأطفال.

العمر الطبيعي لنطق الطفل

  • تُعتبر مرحلة بدء الكلام من أجمل مراحل نمو الأطفال، ويبدأ الأطفال عادة في النطق بين عمر سنة إلى سنة ونصف، وذلك يعتمد على الكلمات التي يتلقونها من ذويهم والمحيطين.
  • يمكن للأطفال البدء بجمع الكلمات من عمر أربعة أشهر حتى يتمكنوا من النطق بشكل صحيح لاحقًا.
  • في البداية، يُصدر الأطفال بعض الأصوات للتعبير عن احتياجاتهم، ثم توالي تلك الأصوات بالكلمات غير المفهومة حتى يستطيعوا التحدث بوضوح.

اكتشاف تأخر الطفل عن الكلام في مرحلة متقدمة

  • إذا كان الطفل دون سن 12 شهرًا ولم يبدأ في مرحلة المناغاة، وهو ما يشمل الأصوات الأساسية مثل “بابا” و”ماما”، فهذه علامة تدعو للقلق.
  • إذا كان الطفل في تلك المرحلة غير قادر على التفريق بين الأصوات المختلفة وليس لديه تفاعل مع الناس المحيطين به، فهذا أيضًا ينذر بمشكلة في النطق.
  • عند سن ما فوق العام، ينبغي أن يظهر الطفل القدرة على فهم أسئلة بسيطة، مثل “هل تريد الطعام”، وغياب ذلك يعتبر دلالة على تأخر النطق.

علامات تأخر الكلام للطفل في عمر الثلاث سنوات

  • عدم إدراك الطفل لبعض الأوامر البسيطة.
  • ضعف قدرة الطفل على التواصل مع المحيطين به.
  • عدم تمكن الطفل من تكوين جمل بسيطة.
  • صعوبة في انفصال الطفل عن أمه في هذه المرحلة.
  • في سن الثلاث سنوات ونصف، قد يواجه الطفل صعوبة في التعرف على الحروف الساكنة وبالتالي يكون نطقه غير واضح.

الوظائف الواجبة للنطق السليم

هناك عدة وظائف رئيسية يجب أن تتوفر لدى الطفل ليتسنى له النطق السليم في الوقت المناسب، وهي

  • القدرة على السمع الجيد، إذ يتعين على الطفل أن يكون قادرًا على سماع الكلمات المحيطة به بوضوح.
  • التمكن من النطق، وهذا يعتمد على القدرات الشفوية والفموية لتشكيل الكلمات بشكل صحيح.
  • الفهم والاستيعاب، ويتطلب ذلك قدرة الطفل على الربط بين الكلمات والمعاني وفهم الأصوات المختلفة مثل التفريق بين أصوات الأشخاص والحيوانات.

إذا وصل الطفل إلى عمر ثلاثة أعوام ولم يتمكن من تطوير أي من هذه الوظائف، فإن ذلك قد يكون مؤشرًا على وجود مشاكل في تأخر الكلام.

أسباب مشكلة تأخر الكلام لدى الأطفال

  • تعود بعض حالات تأخر الكلام إلى أسباب عضوية، مثل مشكلات ارتباط اللسان، والتي تستدعي تدخلاً جراحيًا سريعًا حسب توصية الطبيب.
  • يمكن أن تعود المشكلة إلى ضعف عضلات الفم واللسان، مما يعمل كعائق أمام النطق،وفي هذه الحالة، ينبغي استشارة الطبيب المختص أو طبيب الأسنان.
  • أحيانًا تعود الأسباب إلى مشكلات في المخ تؤثر على تنسيق الحركات المطلوبة للنطق.
  • نقص التغذية قد يؤثر أيضًا على تطور النطق، إذ إن التوازن الغذائي السليم أساسي لنمو سليم.
  • تتضمن الأسباب النفسية مثل التلعثم والقلق، والتي تؤثر على قدرة الطفل على الكلام.
  • أحيانًا يكون الإهمال من قبل الأبوين وعدم التواصل مع الطفل هو السبب وراء تأخر النطق.
  • إذا كانت لغات الأبوين مختلفة، قد يواجه الطفل صعوبة في التعلم والتحدث بوضوح في سن مبكرة.
  • يمكن لتركيز القوة الذهنية والاستيعابية أن يؤثر مباشرة على قدرة الطفل على النطق، بالإضافة إلى صعوبات التعلم مثل عسر القراءة.
  • ضعف السمع يُعتبر أيضًا من الأسباب الشائعة التي تمنع الطفل من تطوير مهارات النطق المناسبة.

الأسباب الأكثر شيوعًا لتأخر الكلام عند الأطفال

تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا لتأخر الكلام عند الأطفال ما يلي

  • التخلف العقلي.
  • تطور بطئ في مهارات النطق.
  • النقص في التفاعل الاجتماعي والوقت الذي يقضيه الطفل مع الأبوين.
  • الأطفال التوائم غالبًا ما يواجهون تحديات إضافية في النطق.
  • الأطفال المرضى بالتوحد.
  • الأطفال الذين يعانون من شلل دماغي.

علامات التوحد

إذا لاحظت على طفلك أي من العلامات التالية، يجب عليك زيارة الطبيب على الفور

  • عدم انجذاب الطفل للأشخاص وبقاؤه متعلقا بألعاب أو أجهزة إلكترونية.
  • استخدام الطفل كلمات محددة ومتكررة للتعبير عما يحتاجه بدلاً من استخدام كلمات متنوعة تناسب الموقف.
  • هاج inconsistency في الفهم والإدراك، حيث لا يستوعب الطفل العبارات أو الكلمات التي تُقال له.
  • تظهر مشكلات في السمع أو عدم تكامل لغته.

يجب أيضًا أن يُعلم الأهل أطفالهم كلمات بسيطة تتعلق بالدين، مثل كلمة “الله” و”الإسلام”، حيث تشير الدراسات إلى أن تعليم هذه الكلمات وسماع القرآن يمكن أن يعالج مشكلة تأخر النطق عند الأطفال بإذن الله تعالى، وهو ما يبرز أثر البيئة الروحية والعاطفية في دعم تطور الطفل اللغوي.