تعدّ فترة الرضاعة واحدة من أهم مراحل حياة الطفل، حيث تساهم في نموه وتطوّره الصحي،وبالرغم من أهمية الرضاعة الطبيعية، إلا أن بعض الأمهات قد يحتاجن إلى اللجوء إلى الرضاعة الصناعية لأسباب متنوعة،في هذا المقال، سوف نستكشف بمزيد من التفصيل أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند القيام بالإرضاع الصناعي، بالإضافة إلى فوائد وأضرار هذه الطريقة في التغذية، مما يساعد على تعزيز الوعي بخيارات الرضاعة المتاحة والمناسبة لكل عائلة.

ما الأمور التي يجب مراعاتها عند القيام بالإرضاع الصناعي

عند التفكير في الرضاعة الصناعية، تحتاج الأمهات إلى مراعاة مجموعة من الأمور الضرورية لضمان سلامة الطفل وصحته،تشمل هذه الأمور

  • تأكد الأم من تعقيم جميع الأدوات مثل الزجاجات والحلمات، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال غلي الأدوات في الماء لفترة زمنية مناسبة لضمان قتل أي جراثيم موجودة.
  • عند شراء زجاجة الحليب، يجب أن تكون خالية من أي تجاعيد أو منحنيات، حيث تجعل هذه العيوب من الصعب تنظيف الزجاجة وتكون بيئة مناسبة لنمو البكتيريا.
  • يجب غلي الماء الذي يُستخدم في تحضير اللبن، وتركه ليبرد قبل الاستخدام، حيث أن المياه المعدنية لا تصلح للأطفال الرضع.
  • احرصي على عدم كمية الحليب عن كمية الماء أثناء التحضير، لأن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل مثل عسر الهضم لدى الطفل.
  • يجب الالتزام بعدد الوجبات التي يحددها الطبيب، تجنبًا لأي اضطرابات هضمية قد تحدث نتيجة لل في الكمية.
  • تجنبي استخدام الميكروويف في تسخين اللبن أو الماء، لأن التعرض لدرجات حرارة غير منتظمة قد يؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية الهامة.
  • إذا كان الطفل يتناول الحليب الطبيعي والصناعي، يجب ألا تقل الفترة بين الرضعتين عن ساعتين.
  • لا تضغطي على الطفل لإكمال الرضاعة، فبمجرد أن يشعر بالشبع يجب أن تتوقفي عن إطعامه.

باعتماد هذه الإرشادات، يمكن أن تضمن الأم تحقيق تجربة رضاعة صناعية آمنة وصحية لطفلها،وهي تتلقى التأكيد بأن الرضاعة، سواء كانت طبيعية أم صناعية، تحتاج إلى العناية والاهتمام لضمان صحة الطفل وسعادته.

أهم فوائد الرضاعة الصناعية

  • تمنح الرضاعة الصناعية الفرصة للأب للمشاركة في إرضاع الطفل، مما يساعد على تعزيز الروابط الأسرية ويمنح الأم الوقت للاعتناء بنفسها وبأسرتها.
  • يمكن منح الطفل الرضاعة الصناعية في أي مكان، مما يُسهل الأمور في حال كانت الأم خارج المنزل، بينما تحتاج الرضاعة الطبيعية أحيانًا إلى مكان مخصص للراحة.
  • تسمح للأم بتتبع كمية الحليب التي يستهلكها الطفل بشكل يومي، مما يساعد في ضمان حصوله على الكمية المناسبة من العناصر الغذائية.
  • يمكن للأم تناول أنواع الطعام المختلفة والأدوية اللازمة دون أن تؤثر على الحليب، في حين أن الأغذية التي تتناولها الأم التي ترضع طبيعيًا تؤثر مباشرة على جودة حليبها.
  • يوجد العديد من أنواع حليب الأطفال، مما يتيح للطبيب اختيار الأنسب لصحة الطفل واحتياجاته الغذائية.

أضرار الرضاعة الصناعية

  • يعاني الطفل من نقص الأجسام المضادة في اللبن الصناعي، مما يجعله عرضة للإصابة بالالتهابات والمشاكل الصحية مثل الإسهال.
  • يستغرق هضم اللبن الصناعي وقتًا أطول مقارنةً باللبن الطبيعي، مما يؤدي إلى قلة حركة الأمعاء لدى الطفل.
  • الأطفال لا يمتصون اللبن الصناعي بكفاءة كما في حالة اللبن الطبيعي، مما يقلل من استفادتهم من العناصر الغذائية.
  • قد يتسبب في حدوث مشاكل مثل السمنة، حيث يميل الأطفال إلى استهلاك كميات أكبر من اللبن الصناعي مقارنةً بالرضاعة الطبيعية.

أسباب رفض الطفل الحليب الصناعي

يواجه بعض الأطفال صعوبة في تقبل الحليب الصناعي، وقد ترجع الأسباب إلى

  • عدم ملاءمة درجة حرارة الحليب، مثل كونه ساخنًا جدًا أو باردًا مما يجعل الطفل يرفضه.
  • استنشاق الطفل روائح غير مستساغة من تحضير الحليب، خاصة إذا كانت الأم قد استخدمت مكونات قوية مثل البصل أو الثوم.
  • انسداد حلمة زجاجة الحليب مما يمنع وصول الحليب إلى فم الطفل، مما يجعله يبكي بسبب الجوع.
  • تحضير الحليب ثم تركه لفترة طويلة مما يؤدي إلى تغير الطعم أو فساده.

كيفية تنظيم الرضاعة المختلطة

في حال قررت الأم إرضاع الطفل بطريقة مختلطة، والتي تجمع بين الرضاعة الطبيعية والصناعية، يجب اتباع بعض النصائح المهمة

  • تكون عملية إدخال الرضاعة الصناعية تدريجية، حيث يمكن استبدال رضاعة طبيعية واحدة بأخرى صناعية في بداية الأمر، ثم العدد تدريجيًا.
  • إذا شعرت الأم بامتلاء الثدي، يجب أن تقوم بتصريف بعض الحليب لتجنب الاحتقان.

موانع الرضاعة الطبيعية

رغم أن الرضاعة الطبيعية هي الخيار الأفضل، إلا أن هناك عوامل تعيق الأم عن إرضاع طفلها بشكل طبيعي، وتنقسم هذه العوامل إلى نوعين

أولاً الموانع الدائمة

  • إذا كانت الأم تتناول أدوية لعلاج أمراض مزمنة أو تخضع للعلاج الكيميائي.
  • وجود اضطرابات غذائية شديدة لدى الرضيع.
  • الإصابة بأمراض معدية، مثل فيروس نقص المناعة أو الهربس النشط على الثدي.
  • الوضع الصحي للأم، مثل الإصابة بفيروس تي الليمفاوي أو السل.

ثانياً الموانع المؤقتة

  • معاناة الأم من التعرض لمستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة مثل الزئبق أو الرصاص.
  • الإصابة بصدمة كبيرة أو أمراض تؤثر على استقرار الوضع النفسي.
  • التعرض للمصادر البيئية الملوثة بشكل كبير مثل ثنائي الفينيل.

كمية اللبن الصناعي التي يحتاج إليها الطفل

  • عمر أسبوعين يحتاج الطفل من 7 إلى 8 رضعات، تحتوي كل رضعة على 60 إلى 70 مل من الحليب.
  • من 2 إلى 8 أسابيع يحتاج الطفل 6 أو 7 رضعات يوميًا، بكمية تتراوح من 75 إلى 105 مل لكل رضعة.
  • من 9 إلى 14 أسبوع يحتاج الطفل 5 أو 6 رضعات يوميًا، مع كمية تتراوح من 105 إلى 180 مل لكل رضعة.
  • من 15 إلى 25 أسبوع يحتاج الطفل 5 رضعات يوميًا، بما يتراوح بين 180 إلى 210 مل لكل رضاعة.
  • 26 أسبوع يحتاج الطفل 4 رضعات يوميًا، بكمية تتراوح من 210 إلى 240 مل.

نصائح هامة مع الرضاعة الصناعية

  • يجب أن تتخذ الأم وضعية مريحة مع الطفل أثناء الرضاعة.
  • الحرص على منح الطفل فترات من الراحة خلال الرضاعة لتفادي مشاكل التجشؤ.
  • عدم الضغط على الطفل لتناول المزيد من اللبن إذا لم يكن راغبًا في ذلك.
  • يجب أن يتم حمل الطفل بشكل مستقيم تقريبًا مع دعم رأسه بالطريقة الصحيحة.
  • على الأم أن تراقب تفضيلات طفلها، هل يفضل الحليب باردًا أم دافئًا، لتتحكم في طريقة التسخين.
  • يجب الالتزام بنوع الحليب الذي يحدده الطبيب وعدم تغييره باستمرار لتفادي المشاكل الصحية.
  • اختيار الحلمة المناسبة لعمر الطفل، حيث يتم تصنيع حلمات ذات تدفق سريع تناسب الأطفال الأكبر سنًا.
  • تجنب استخدام مياه الصنبور مباشرة، ولكن يجب غلي المياه وتبريدها مسبقًا.
  • اتباع التعليمات الموجودة على علبة اللبن، وعدم تجاوز الكميات المحددة.
  • الالتزام بعدد الرضعات المحددة من قبل الطبيب لتفادي الاضطرابات الهضمية.
  • يجب أن تُستخدم الرضعة المحضرة خلال ساعة واحدة فقط من التحضير.

إن اتباع هذه النصائح سيعزز من صحة الطفل وراحته أثناء عملية الرضاعة، مما يُسهم في توفير تجربة إيجابية للأم والطفل على حد سواء.

في الختام، لقد تناولنا في هذا المقال عددًا من الجوانب المهمة المتعلقة بالإرضاع الصناعي، بدءًا من الأمور التي يجب مراعاتها أثناء الرضاعة، وصولًا إلى فوائد وأضرار هذا الأسلوب، فعند معرفة الأم بمثل هذه الأمور، تستطيع اتخاذ قرار أكثر وعيًا حول كيفية إرضاع طفلها، مما يساهم في تحقيق أكبر فائدة لطفلها وتوفير تجربة صحية وممتعة.