ما هو انفصام الشخصية، يعد انفصام الشخصية مرضًا عقليًا خطيرًا يسبب عواقب وخيمة على حياة الأفراد المصابين به،يتميز بانفصال الشخص عن الواقع، مما يؤثر على طريقة تفكيره وسلوكه وتفاعلاته الاجتماعية،يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة شاملة عن انفصام الشخصية وذلك من خلال مناقشة تعريفه، وأسبابه، وأنواعه، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى دور الأسرة في مساعدة المريض لتحقيق تحسن في حالته.
ما هو انفصام الشخصية
- انفصام الشخصية هو أحد الأمراض العقلية الحادة التي تصيب الفرد وتؤثر على جوانب متعددة من شخصيته.
- يعاني الشخص المصاب بهذا المرض من اضطرابات في الجانب الجسدي، حيث يمكن أن يظهر عليه الإهمال في ملابسه ومظهره.
- على الجانب العقلي، يعيش المريض في عالم خاص به، حيث تتداخل الأفكار وتتباعد عن تلك التي تمثّل الواقع، مما يؤدي إلى المعاناة من الأوهام والهلاوس.
- تشمل أعراض هذا المرض أيضًا الجانب الوجداني، حيث يبدو المريض متبلدًا عاطفيًا وغير قادر على التعبير عن مشاعره.
- وفي الجانب النفسي، يشعر المريض بالانزعاج الدائم، وكأنه مضطهد أو مسلوب الإرادة، مما يسهم في تفكك شخصيته بشكل كبير.
أسباب انفصام الشخصية
تعتبر أسباب انفصام الشخصية متعددة ومعقدة، ولا يمكن تحديد سبب واحد بالضرورة،من بين العوامل التي ساهمت في ظهور هذا المرض
1- العوامل البيئية تتضمن تربية الشخص وأسلوب حياته منذ الطفولة، حيث تؤدي بعض التجارب الصعبة إلى نمو مشكلات نفسية.
2- العوامل الكيميائية تؤثر اختلالات في كيمياء المخ على مستوى الناقلات العصبية مثل الجلوتامات والدوبامين، ما قد يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
3- الجينات هناك أيضًا عوامل وراثية تساهم في احتمالية الإصابة بانفصام الشخصية، خاصةً إذا كان هناك تاريخ عائلي مرتبط بهذا المرض.
4- تأثير الأدوية تناول الأدوية النفسية أو المخدرات في مرحلة المراهقة قد يؤثر بشكل سلبي على العقل.
5- الظروف الصحية أثناء الحمل تأثير الفيروسات أو السموم أو سوء التغذية خلال فترة الحمل يمثل عوامل خطر ينبغي معرفتها.
أنواع انفصام الشخصية
1- الفصام البسيط
- في هذا النوع، تكون الأعراض خفية وصعبة التشخيص، حيث تبدأ من عمر 15 إلى 25 عامًا.
- يتسم الشخص بمشاعر غريبة، لكنه قد لا يظهر الأعراض الكلاسيكية مثل الهلاوس أو الأفكار الضلالية بشكل واضح.
- أكثر عرضة لتدهور الحالة إذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة، ويلاحظ الأفراد المحيطون بالمريض أنّه أكثر انطوائية.
2- الفصام الكتاتوني
- يظهر هذا النوع في فترة متأخرة، غالبًا بين 20 و40 عامًا، ويتميز باضطرابات حركية تتراوح بين الهياج والتصلب.
- تعتبر فرص العلاج من هذا النوع أكبر مقارنةً بالأنواع الأخرى.
3- الفصام البارانوي
- يبدأ عادة بعد سن الثلاثين، ويتميز بوجود الهلاوس والضلالات.
- يميل المريض لتطوير أفكار معقدة حول نفسه، مما يجعل شخصيته تبدو متكاملة على الرغم من وجود مشكلات حقيقية.
الأعراض
تشمل أعراض انفصام الشخصية اضطرابات سلوكية وفكرية وعاطفية، ومن أهم هذه الأعراض
1- الضلالات
- يشمل ذلك وجود أفكار غير واقعية، مثل اعتقاد المريض أن هناك شخصًا يراقبه أو يقوم بالتخطيط لتدميره.
- تتضمن أيضًا المعتقدات التي قد تبدو خارقة أو غير طبيعية والتي لا تتوافق مع الواقع المشهود.
2- الهلاوس
- يعاني المريض من رؤية أشياء غير حقيقية أو سماع أصوات لا وجود لها.
- تعتبر الهلاوس السمعية الأكثر انتشارًا بين المرضى، مما يزيد من شعورهم بالخوف والقلق.
3- التفكير غير المنظم
- يظهر في الحديث المتشعب والغير مترابط، حيث يمكن للمريض الانتقال من موضوع إلى آخر بدون معنى.
- قد يستخدم أسلوب “سلطة الكلمات” لتجميع كلمات بلا تواصل منطقي.
4- سلوك حركي غير منظم
- يمثل ذلك تصرفات متناقضة، حيث قد يتسم بعض المرضى بالهياج، في حين يتسم الآخرون بالسكون لفترات طويلة.
- كل ذلك قد يعبر عن مقاومة لأوامر الحركة أو الإنصياع للبيئة المحيطة.
5- الأعراض السلبية
- يفقد المريض شغفه ويظهر تبلد عاطفي، بما في ذلك العزلة وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
تشخيص انفصام الشخصية
- يجب أن يتم التشخيص بأخذ عدة عوامل في الاعتبار، بما في ذلك عمر ظهور الأعراض، حيث يظهر المرض غالبًا خلال العشرينات أو أواخر العشرينات لدى النساء.
- من المهم أيضًا معرفة أنه يصعب تشخيص المرض لدى الأطفال وكبار السن.
أعراض انفصام الشخصية عند المراهقين
- تتشابه الأعراض عند المراهقين مع تلك التي تظهر في البالغين، لكن يجب الانتباه إلى الصعوبات في ملاحظة المرض بسبب طبيعة فترة المراهقة.
الانطواء والعزلة.
تدني التحصيل الدراسي وسهولة الاستثارة.
تقلص الاهتمامات بالأنشطة التي كان يحبها الشخص.
مضاعفات الإصابة بانفصام الشخصية
إذا لم يتم تشخيص المرض في وقت مبكر، قد تتفاقم الحالة وتتسبب في مشاكل عديدة، منها
- اندفاع الأفكار الانتحارية ومحاولات فعليه.
- الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب الشديد.
- استخدام المخدرات والكحول بشكل ضار.
- العزلة الاجتماعية ومشكلات مالية وصحية.
العلاج
- تعتبر نسبة الشفاء من انفصام الشخصية ضعيفة، لكن العلاج الطبي هو الأساس.
- يجب أن يكون للطبيب النفسي دور بارز في تعزيز الدعم النفسي والمساعدة للمريض.
دور الأسرة في علاج مريض انفصام الشخصية
- تعتبر الأسرة جزءًا أساسيًا من عملية العلاج، حيث ينبغي عليها تقديم الدعم والرعاية والمساندة للمريض خلال فترة العلاج.
- يجب مساعدته في البحث عن الاختصاصات المناسبة والتواصل مع الأطباء النفسانيين.
- ينبغي على الأسرة مراعاة المريض والبحث عن وسائل لتخفيف الضغوط المحيطة به.
وباتمل معلوماتنا التي استعرضناها في هذا المقال، أتمنى أن نكون قد وفّقنا في تقديم تفاصيل دقيقة وموثوقة حول انفصام الشخصية، مما يعكس أهمية فهم هذا المرض وكيفية التعامل معه بشكل صحيح.