تعتبر معرفة تواريخ الأحداث التاريخية المهمة لفهم التراث الثقافي والديني للإنسانية بشكل عام، وخاصة الأحداث المرتبطة بشخصيات بارزة مثل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي يحمل أهمية كبيرة في تاريخ الإسلام،فمعرفة متى توفي الرسول بالهجري وكيف كانت ظروف وفاته يعتبران جانبين مهمين لفهم تأثير شخصيته وتعاليمه،في هذا المقال، سنقدم تفاصيل حول حياته ووفاته، مع تسليط الضوء على أبرز صفاته والوصايا التي تركها للأمة الإسلامية،يعتبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قدوة المسلمين، ونشر رسالة السلام والتسامح، لذلك لا بد لنا من فهم حياته وتعاليمه بشكل جيد.
متى توفي الرسول بالهجري
رسول الإنس والجن في الإسلام الذي بعثه الله لهداية الجميع وأرسله لنشر رسالة التوحيد، توفي في عام 11هـ في المدينة المنورة.
اسمه الكامل هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان،عاش الرسول الكريم يتيمًا منذ صغره، وتوفي عن عمر يناهز 63 سنة، محققًا العديد من الإنجازات في حياته.
امتلك الرسول العديد من الأسماء والكنى، مثل الحاشر، العاقب، المتوكل، نبي التوبة، أحمد، الشفيع، وغيرها من الأسماء التي تعبر عن مكانته العالية.
حياة الرسول قبل البعثة
قبل بعثته، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في التجارة، وشُهد له بالأمانة والصدق في التعامل،كان هذا العمل مرتبطًا بالسيدة خديجة التي كانت تعمل في التجارة أيضًا،بعد أن تعرّفت عليه السيدة خديجة واكتشفت صفاته الحميدة وإيمانه، عرضت عليه أن يتزوجها، وتزوجا، رغم أنها كانت تكبره بخمسة عشر عامًا،كان عمره في ذلك الوقت 25 عامًا، بينما كانت خديجة تبلغ من العمر 40 عامًا،كما كان الرسول شاهدًا على إعادة بناء الكعبة عندما كان عمره 35 عامًا.
بعثة الرسول
عندما بعث الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهداية الناس وتوجيههم، كان قد أتم الأربعين عامًا،وقد آمنت به العديد من الشخصيات البارزة، مثل خديجة وعباس بن عبد المطلب وأبو بكر الصديق، وكذلك علي بن أبي طالب وغيرهم،كانت دعوته في بدايتها سرية لمدة ثلاث سنوات، وذلك لحماية المؤمنين الأوائل من الأذى القائم من قريش والكفار،وقد أذن الله بعد ذلك له بأن تُعلن دعوته للجميع.
وفاة الرسول واحتضاره
استكمالًا لما تناولناه من موضوع وفاة الرسول بالهجري، سنتحدث عن قصة احتضار النبي وكيفية وفاته،توفي بعد أن خاض العديد من الغزوات، والتي بلغ عددها 27 غزوة، حيث كان النبي معروفًا بشجاعته وعزيمته،أثناء عودته من جنازة في البقيع، شعر بصداع شديد استدعى ذهابه إلى منزل عائشة ليقضي هناك وقت مرضه.
قبل وفاته بخمسة أيام، بدأت حرارة جسمه في الارتفاع، وكان وقد زاد عليه المرض وضغطت عليه سكرات الموت،ومع ذلك، لم يترك النبي صلاته، حيث صعد على المنبر ليخطب في الناس ولم يُغفل صلاة الظهر،استمر في أداء الصلاة حتى بدأت حالته تسوء، وكانت آخر صلاة له أمام الناس هي صلاة العشاء، وذلك أربعة أيام قبل وفاته.
قبل يومين من وفاته، شعر بتحسن طفيف وخرج إلى المسجد ليصلي، ولكن سرعان ما عادت الأعراض،في النهاية، انتقل إلى الرفيق الأعلى في حجر السيدة عائشة، حيث أسلم الروح وهو يرفع أصبعه نحو السماء وينادي الله بالدعاء، وكان يُكرر “اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق.” وقد قال ذلك ثلاث مرات قبل أن يفارق الحياة.
وصايا الرسول
خلال آخر أيامه، قدم الرسول عليه الصلاة والسلام وصاياه التي تحتوي على توجيهات وفوائد عظيمة للأمة، وكانت أبرز هذه الوصايا
- نهى عن اتخاذ مسجده قبرًا.
- وصى بالإحسان إلى الآخرين وإحسان الظن بالله.
- أكد على أهمية الصلاة وضرورة أدائها.
- أوصى بإخراج المشركين من جزيرة العرب حفاظًا على نقاء العقيدة.
صفات النبي الخلقية
كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مُتصفًا بأخلاق نبيلة وصحيحة قبل وبعد البعثة،ولأن السؤال عن متى توفي الرسول بالهجري يتعلق بشخصية عظيمة ذات صفات تجمع بين الرفعة والسماحة، نعرض هنا أهم الصفات الخلقية
1- صفات النبي الخلقية قبل البعثة
قبل أن يُرسل النبي للرسالة، كان يتمتع بصفات كثيرة منها
- الصدق فقد كان يعرف بأنه الصادق في قوله وفعله.
- الأمانة وعُرف أيضاً بلقب الصادق الأمين.
- عصمته عن الخطأ فقد كان النبي بعيدًا عن أي سلوك يتعارض مع القيم الإنسانية.
2- صفات النبي الخلقية بعد البعثة
بعد البعثة، زادت أخلاقه وعمق النقطة التي تعد منهجًا عظيمًا للمسلمين، حيث تمثلت الصفات التالية
- الصبر كان يتحلى بالصبر أمام الأذى والرفض من الكفار، متمنياً لهم الخير.
- التواضع كان يشارك في مهام الحياة العادية ولم يسعى لتمييز نفسه عن الآخرين.
- حسن المعاملة كان يدعو إلى المعاملة الحسنة مع الجميع، وخاصة أهل بيته.
- حسن الكلام كان يتمتع بسرعة البديهة وكان لسانه طلق في النطق بالحق.
- البشاشة كان يتسم بالابتسامة ويحب إدخال السرور في قلوب الآخرين.
- الشجاعة كان يُشارك في الغزوات، مشجعًا صحابته على الجهاد في سبيل الله.
- حرصه على صلة الرحم كان يسعى لمواصلة علاقاته بأهل راحمه.
- اللين مع الأطفال كان لديه حب ورعاية خاصة للأطفال وكان يشدد على تعليمهم.
- النظافة كان دائمًا يهتم بنظافته الشخصية ومظهره.
- العدل والمساواة كان يُعامل الجميع بإنصاف ويعمل على إحقاق الحق.
صفات شكل النبي عليه السلام
كثرت الأقاويل حول شكل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وصف صفاته الجسدية بالتالي
- لم يكن طويلًا ولا قصيرًا.
- كانت كفاه وقدماه عريضتين.
- رأسه كان ضخمًا والكراديس كذلك.
- كان لديه شعر طويل يمتد من صدره إلى سُرَّته.
وصف مشية النبي صلى الله عليه وسلم
كما وصف علي بن أبي طالب مشية النبي، فكان يمشي بتموّج مع اتجاهه للأمام كالمتجه نحو منحدر،وكانت مشيته سريعة واثقة تكشف عن قوة شخصيته.
قال علي بن أبي طالب إنه لم يرَ في جمال خلقته أو صفاته من قبل أو بعده مثيلاً.
أكثروا من الصلاة على النبي فهو شفيعنا يوم القيامة، ويوم لا يجد الأنام فيه مخرجًا، إذ إن صلاتنا عليه ترفع الكروب وتُزيل الهموم وتجلب الخيرات.