تعتبر دراسة الكتب السماوية جزءًا أساسيًا من دراسة الأديان، حيث إن كل كتاب يحمل في طياته معاني عميقة وحكايات تاريخية ورسائل إلهية،يعتبر الإنجيل من أهم الكتب السماوية بعد التوراة والقرآن الكريم، وهو الكتاب الذي أنزل على المسيح عيسى عليه السلام،ولعل السؤال الذي يثير فضول الكثيرين هو من الذي أُنزل عليه الإنجيل سنسلط الضوء على حياة ودعوة سيدنا عيسى عليه السلام، وكيف كان الإنجيل وسيلة لنشر التوحيد والإيمان بالله في المجتمعات المختلفة.
من الذي أُنزل عليه الإنجيل
توضح الإجابات حول سؤال “من الذي أُنزل عليه الإنجيل” أن الإنجيل أنزل على النبي عيسى -عليه السلام-، ليكون مرجعًا للإيمان بالله ونشر عقيدة التوحيد بين الناس،إذ يعتبر عيسى عليه السلام ابن السيدة مريم العذراء، المعجزة التي تجسد قدرة الله عز وجل، وقد وُلِد بلا أب، تأكيدًا لعظمته وعجائبه،وحيث إن الإنجيل كان مدعوماً بمعجزاته فقد أصبح عنصرًا مهمًا في نشر الدعوة الإسلامية والأخلاق السامية التي يعتنقها أتباعه،
تاريخ حياة النبي عيسى هو تاريخ مليء بالعجائب والمعجزات،فقد وُلِد من مريم العذراء، التي كانت طاهرة وعفيفة، والتي تحدثت معها الملائكة وأخبرتها عن قدومه، وعليه كيف صارت تلك بداية حياة نبي، أُرسل برسالة عظيمة،يُنسب لعيسى معجزة الحمل والمعجزة العظيمة في ولادته، وقد أُعدّ ليكون نبيًا يُربي أتباعه على الأخلاق الفضيلة والمعاني العميقة للتوحيد.
قصة حمل سيدنا عيسى عليه السلام
تمتاز قصة حمل النبي عيسى بمعجزاتها، حيث تم حمله من قِبل السيدة مريم العذراء التي عُرفت بالتعبد والطهر،وتحكي القصة التي جاء بها الوحي عن جوهر ما تعرضت له مريم عند استقبلها للرؤية المباركة من الملائكة، وما يتضمنه ذلك من عمق للإيمان والطاعة لله،رغم أن تفاصيل الحمل محاطة بالغموض، إلا أن الإيمان به يأتي كجزء من العقيدة الأسلامية.
كان الحمل بأمر الله، إذ قام جبريل عليه السلام بنفخ الروح في السيدة مريم،وبالتأكيد، هذه الأحداث تعزز من إيمان المؤمنين بقدرة الله على كل شيء، وتبين لنا كيف يخلق الله ما يشاء لحكمة عظيمة،وبذلك صار عيسى معجزة معاصرة تُعكس قدرة الله الخالقة.
ولادة سيدنا عيسى عليه السلام
عندما حانت لحظة الولادة، واجهت السيدة مريم الأهوال ولكنها لم تفقد الأمل،فاستندت إلى جذع النخلة، وبفضل الله جاءها خَبر من ابنها عليه السلام لتعزية قلبها،وتفاجأت بما حدث في تلك اللحظات، لكن ذلك كان جزءًا من المعجزة الحقيقية التي تمثلت في ولادة النبي عيسى،ومن خلال هذا الحدث، يتضح كيف أن الإنجيل ارتبط بمعجزاته.
حادثة الكلام في المهد
بعد الولادة، كانت مريم ملجأة إلى الصبر والطاعة لأمر الله،وكانت أحد الأمور المثيرة للدهشة هي قدرتها على عدم الكلام حتى يتحدث عيسى في مهده،هنا تظهر الحكمة الإلهية في كيفية توجيه الأمور، وكيف كانت بداية نبوته معجزة تحمل بشير الخير لأمه وكافة قومها.
رسالة سيدنا عيسى عليه السلام
تجسدت رسالة عيسى عليه السلام في دعوة بني إسرائيل إلى عبادة الله الواحد، وكرر التأكيد على التوحيد كما جاء في الرسالات السابقة،كان عيسى معلمًا ونبيًا يدعو الناس إلى الأخلاق السامية وينادي بضرورة توحيد الله والإيمان به،وعلى الرغم من محاولات البعض نفي تلك الرسالة، إلا أن الإنجيل حقق انتشارًا واسعًا وشهد العديد من المؤمنين به.
سيدنا عيسى عليه السلام والحواريون
تُعدّ الحواريون من أبرز الشخصيات الذين وقفوا مع عيسى عليه السلام في دعوته،فقد كان هؤلاء الرجال هم الأتباع الذين ناصروا النبي ودعموه في نشر رسالته،احتاجوا إلى تأكيد معجزة من السماء، فأدركوا المعاني السامية التي طرحها عيسى،وتحت إشرافه، تمثلوا بأخلاق عالية وبذلوا جهودًا لإيصال دعوته.
أعداء سيدنا عيسى عليه السلام
على الرغم من المعجزات العديدة التي قام بها عيسى عليه السلام، إلا أنه واجه معارضة شديدة من قبل بعض بني إسرائيل،تفننت تلك الحواجز في محاولة تخريب دعوته، وكانت خططهم تتضمن الكيد له عند السلطات الرومانية،ومع ذلك، انتصر الله عليه وحفظه من كيدهم.
معجزات نبي الله عيسى عليه السلام
عُرفت معجزات نبي الله عيسى عليه السلام بكونها تتضمن إضافات روحانية أبهرت الكثيرين،من خلق الطين إلى طائر حقيقي، إلى إحياء الموتى، إذ جاء بإثباتات تلامس قلوب الناس وتمكنهم من التعبير عن مشاعر الإيمان القوي لدى المؤمنين،هذا يجسد رسالة الإنجيل في كونها أداة لتوجيه الناس نحو المعرفة الحقيقية.
معجزة رفع النبي عيسى عليه السلام
عندما اشتد الكيد ضد النبي عيسى عليه السلام، اختار الله تعالى الرفعة له إلى السماء، ليبقى محفوظًا من الأذى،إن هذه المعجزة كانت من أبرز معاني التكريم، حيث أن الرفع يعكس مكانته العالية وأثر رسالته،تعتبر هذه الأحداث من الأمور الغيبية التي تؤكد على عظمة الله وتوكيده لأوليائه.
وفاة عيسى عليه السلام
على الرغم من الأحداث المحورية المتعلقة برفعه، إلا أن دلالات بعض الآيات تحمل تفسيرات مختلفة حول اللفظ “متوفيك”،قد يُشيره إلى مفهوم النوم وليس الموت، حيث يتضح أن الله يُعيد ترتيب الأمور حتى في اللحظات الحرجة،تأتي هذه الآية لتؤكد على حكمة الله وسلامة نبيه الحقيقية.
نزول سيدنا عيسى في آخر الزمان
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن نزول عيسى عليه السلام في الأيام الأخيرة،يُتوقع أن تأتي عودته للعدل والإصلاح بين الناس، محاربًا للظلم، وهذا يدل على أن رسالته ليست محصورة في زمن معين، بل تمتد لتعبر عن أمانة الله على العباد حتى نهاية الزمان،
إجمالاً، يوضح لنا تاريخ النبي عيسى والحكمة من إرسال الإنجيل رسالة مهمة تتعلق بالإيمان وإلتزام الإنسان بمنهج العدل والتوحيد،إن حياة عيسى عليه السلام وتجربته الغنية بالعبرات المتعددة تحمل دلالات عميقة على أهمية الإيمان بما أوحي به ونشره بين الناس.