يعتبر الدم من أهم الأنسجة الحيوية في جسم الإنسان، حيث يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة الإنسان وسلامته،يتمثل دور الدم في نقل الأكسجين والمواد الغذائية إلى جميع الخلايا والأعضاء، بالإضافة إلى التخلص من الفضلات والسموم،وعندما يتعلق الأمر بفترة الحمل، فإن نسبة الدم السليمة تكون ضرورية لضمان توفير الأكسجين والغذاء اللازمين للجنين،لذا، سنتناول في هذا المقال تفاصيل نسبة الدم الطبيعي للحامل وأهمية ذلك للحامل وجنينها.
الدم
- يعتبر الدم سائلًا حيويًا ينتقل داخل جسم الإنسان، حيث يقوم بتوصيل الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة إلى خلايا الجسم المختلفة،كما يساهم في إزالة الفضلات الناتجة عن عمليات الأيض الخلوية،يتكون الدم من عدة مكونات، بما في ذلك البلازما وخلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية،ويتم إنتاج هذه المكونات في نخاع العظم.
- متوسط حجم الدم عند الإنسان يبلغ حوالي خمس ليترات، مما يجعله كافيًا لتلبية احتياجات الجسم المختلفة.
- تشكل البلازما حوالي 55% من مكونات الدم، وهي السائل الذي يمنح الدم سُيولته،تحتوي البلازما على الماء الذي يمثل 92% منها، بالإضافة إلى العديد من المواد الأخرى مثل البروتينات والهرمونات.
نسبة الدم الطبيعية
- تُقاس نسبة الدم بشكل رئيسي من خلال تركيز الهيموجلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء، الذي يقوم بحمل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنسجة الجسم،كما يُساهم الهيموجلوبين في نقل ثاني أكسيد الكربون من الخلايا إلى الرئتين ليتم التخلص منه.
- إذا انخفض تركيز الهيموجلوبين عن المعدلات الطبيعية، فهذا يعني وجود مشكلة مثل فقر الدم، الذي يمثل نقصًا في عدد كريات الدم الحمراء السليمة.
فقر الدم والحمل
- خلال فترة الحمل، يبدأ الجسم في تصنيع المزيد من خلايا الدم الحمراء لتلبية احتياجات الطفل المتزايدة من الأكسجين،إذا لم يتمكن الجسم من الحصول على الكمية الكافية من الحديد أو العناصر الغذائية الأساسية الأخرى، فقد يحدث فقر الدم،فقر الدم أثناء الحمل يعد نتيجة شائعة لنقص عدد كريات الدم الحمراء ومستوى الهيموجلوبين.
- يمكن أن تترتب على فقر الدم العديد من الأعراض مثل الضعف المستمر، والتعب الشديد، والدوار،كما قد يتسبب أيضًا في ضيق التنفس، و معدل ضربات القلب، وألم في الصدر، وشحوب البشرة.
- من الأسباب الرئيسية لفقر الدم، نقص فيتامين B12، بالإضافة إلى نقص الحديد، وتُعتبر هذه الأنواع من فقر الدم الأكثر شيوعًا أثناء الحمل.
مضاعفات فقر الدم خلال الحمل
- فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولد، وارتفاع احتمال التعرض للاكتئاب بعد الولادة،كذلك يمكن أن يتسبب فقر الدم في حاجة الحامل لنقل الدم أثناء الولادة في الحالات الشديدة.
- قد تزيد مستويات فقر الدم الناتجة عن نقص حمض الفوليك من خطر العيوب الخلقية، مثل عيوب الأنبوب العصبي، والتي تتعلق بتطور الجهاز العصبي للجنين.
نسبة الدم الطبيعية للحامل
- تعتمد القيمة الطبيعية لنسبة الهيموجلوبين على عدة عوامل، منها العمر والجنس والتاريخ الطبي،للرجال، يتراوح المعدل الطبيعي للهيموجلوبين بين 13 إلى 17 جرام لكل ديسيلتر، بينما للنساء المعدلات تتراوح بين 12 إلى 15 جرام لكل ديسيلتر.
- وبالنسبة للحامل، يتراوح المعدل الطبيعي للهيموجلوبين خلال الثلث الأول من الحمل بين 11.6 إلى 13.9 جرام لكل ديسيلتر، وفي الثلث الثاني بين 9 إلى 15 جرام، وأخيرًا في الثلث الأخير بين 9.5 إلى 15 جرام لكل ديسيلتر.
الوقاية من فقر الدم أثناء الحمل
- يمكن الوقاية من فقر الدم خلال فترة الحمل بالتركيز على تناول الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحم الأحمر الخالي من الدهون، والدواجن، والأسماك، والخضراوات الورقية مثل السبانخ والبروكلي،كما ينصح بتناول الحبوب والفاصوليا والعدس والمكسرات، بالإضافة إلى البيض.
- تعزيز امتصاص الحديد يكون ممكنًا بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين C، التي تساهم في تحسين امتصاص الحديد من المصادر الغذائية.
في اختتام هذا الموضوع، عرضنا تفاصيل مهمة حول نسبة الدم الطبيعي للحامل وأهمية الحفاظ على هذه النسبة لضمان صحة الأم والجنين،كما ناقشنا العديد من المضاعفات التي قد تنتج عن فقر الدم وكيفية الوقاية منه،من المهم أن تتبع الحامل نظامًا غذائيًا متوازنًا وغنيًا بالحديد والفيتامينات لضمان فترة حمل صحية وآمنة.