تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة، وخاصة في عمر سنتين، من أهم فترات النمو والتطور في حياة الطفل،فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن هذه المرحلة تحتاج إلى اهتمام خاص من الأهل والمربين، بهدف تعزيز نمو الطفل بشكل إيجابي،يشمل ذلك تعليم الطفل كيفية التعبير عن ذاته، وتعزيز قدراته الاجتماعية، بالإضافة إلى مساعدته على مواجهة تحديات الحياة بطرق صحية،يتطلب الأمر من الوالدين التعرف على الأسس الصحيحة لتربية الطفل في هذا العمر، لضمان الحصول على نتائج إيجابية تجعل من تجربته التعليمية أكثر غنى وعمقًا.
أسس تربية الطفل في عمر سنتين
تتضمن مبادئ تربية الطفل في عمر سنتين عدة جوانب أساسية يجب التعامل معها بعناية، لتحقيق توازن نفسي واجتماعي في حياة الطفل ونموه المعرفي،وفيما يلي تفصيل عن هذه الأسس.
1- تشجيعه على التعبير عن ذاته
إن تعزيز قدرة الطفل على التعبير عن ذاته يعد من الأمور الجوهرية في تربيته في سن السنتين،يتعلم الطفل كيفية التواصل عبر اللغة، مما يساعده على التأشير على الصور ومعرفة أسماء أفراد أسرته وأجزاء جسمه،الأمر الذي يمكنه من تلبية احتياجاته الأساسية والعبّر عن رغباته بوضوح،ينبغي للوالدين توفير بيئة لغوية غنية، تتيح للطفل فرص استخدام الألفاظ المستحدثة والتفاعل مع من حوله، مما يدعم مهاراته الاجتماعية ويجعله قادراً على التعبير عن مشاعره حيال الأمور المختلفة.
ومع ذلك، يجب على الآباء أن يكونوا واعين لفروق التوقيت في اكتساب المهارات التعبيرية بين الأطفال،فليس من الضروري أن يتحدث طفلهم بنفس سرعة الأطفال الآخرين من نفس العمر،لذلك، ينبغي تعزيز مهارات التعبير عند الطفل من خلال الأنشطة اليومية وتوفير المزيد من الفرص للحديث.
2- إظهار التعاطف تجاه تحدياته
يحتاج الطفل في عمر السنتين إلى دعم خاص لفهم التحديات التي يواجهها وكيفية التغلب عليها،يظهر التعاطف تجاه مشاعر الطفل وأزماته،وعلى الأهل أن يدركوا أن الغضب أو الفرح هي مشاعر طبيعية، وأن نوبات الغضب والإحباط قد تحدث بشكل طبيعي خلال هذه المرحلة،ينبغي لهم التعامل بحذر مع نوبات الغضب، وتجنب ردود الأفعال القاسية،بدلًا من ذلك، يمكنهم تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بشكل صحي،في هذا السياق، يجب تعليم الأطفال كيفية طلب المساعدة والتعبير عن احتياجاتهم.
3- استعمال القواعد الواضحة مع الطفل
يحتاج الأطفال في هذا العمر إلى قواعد واضحة، لتوجيه سلوكياتهم،يجب توضيح أن هناك تصرفات مقبولة وأخرى غير مقبولة، حيث قد لا يفهم الطفل التصرفات السلبية إلا من خلال توجيه واضح،على سبيل المثال، يجب توضيح أن أخذ الأشياء من الآخرين دون إذن يعتبر تصرفًا غير مناسب،ويفضل توجيه الطفل إلى تكرار القواعد بصوت مرتفع كي يترسخ الفهم لديه،يُشجع الوالدان على تقديم المكافآت والثناء إذا التزم الطفل بالتعليمات، مما يعزز تعلم السلوك الجيد.
4- تجنب استعمال أسلوب النهي
تجنب استخدام أسلوب النهي بشكل متكرر، إذ قد يؤدي ذلك إلى تمرد الطفل وعصبيته،بدلاً من ذلك، يمكن إعادة توجيه تصرفات الطفل نحو نشاط آخر جذاب ومحبب، يسمح له بتفريغ طاقته بطريقة إيجابية دون أن يشعر بالإحباط،توجيه الطفل لأمور ممتعة أو جديدة يمكن أن يكون بديلًا مثاليًا للحد من السلوكيات السلبية وتحفيزه للاكتشاف.
5- إعطائه مهام جديدة من أجل المساعدة
يحب الأطفال في هذا العمر إحساس الاستقلالية،لذا، يُنصح بتكليفهم بمهام بسيطة تناسب قدراتهم البدنية والعقلية،المهام مثل مساعدتهم في ترتيب الألعاب أو المساهمة في إعداد الطاولة يمكن أن تمنح الطفل شعورًا بالإنجاز،هذه المهام تعزز من روح التعاون لدى الطفل، وتنمي لديه مهارات التفكير الاستقلالي ومهارات العمل الجماعي.
6- إعطائه ما يكفي من الوقت للتعلم
يجب على الأهل أن يمنحوا الطفل الفرصة للدخول في تجارب جديدة، حتى وإن كانت هذه التجارب قد تؤدي إلى الشعور بالإحباط أحيانًا،فعليهم فهم أن التعلم يأتي من التجارب، سواء كانت إيجابية أو سلبية،يمكن لهذا أن يُعزّز المرونة في الشخصية وينمي صفة التفاؤل لدى الطفل، مما يجعله أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة.
7- تقييده بنظام ثابت
تحديد روتين ثابت يشمل أوقات النوم واللعب والأنشطة التعليمية يساعد الطفل على فهم أنماط الحياة اليومية،من المهم أن يكون هناك جدول زمني مستقيم، يمكن أن يمنح الطفل الإحساس بالأمان والرفاهية،هذا الروتين يعزز من الانضباط ويمنح الطفل إحساسًا بالتحكم في الأمور المحيطة به.
8- تحديد أماكن ملائمة له للهو
يجب توفير أماكن آمنة للعب داخل المنزل، حيث ينبغي وضع الألعاب في موقع مخصص، وتوفير ألعاب تعليمية تشجع على اكتساب المعرفة،الحفاظ على بيئة آمنة ومناسبة لهو الطفل يعد أمرًا ضروريًا، ويشمل ذلك الابتعاد عن الأماكن غير الآمنة مثل الشوارع والمناطق المزدحمة.
9- مشاركة الطفل في وقت المتعة
يعتبر وقت اللعب والمشاركة مع الأهل من الأوقات المهمة في حياة الطفل،يجب تخصيص وقت يومي للمشاركة في الأنشطة الترفيهية واللعب مع الطفل،فهذا ليس فقط يعزز من الروابط الأسرية، بل أيضًا يمنح الطفل شعورًا بالحب والأمان، ويساعده في تطوير مهاراته الاجتماعية.
10- دعم السلوك الإيجابي عند الطفل
بدلاً من التركيز على تصحيح السلوكيات السلبية فقط، يجب على الأهل دعم وتعزيز السلوكيات الجيدة،تقديم الثناء والتقدير للطفل عند قيامه بتصرف جيد يشجعه على استمرارية هذا السلوك،كما يجب أن يفهم أن السلوك الإيجابي ليس عفويًا، بل يمكن تدريسه وتعليمه.
11- التفكير بنفس طريقة الطفل
الأهل بحاجة إلى فهم طريقة تفكير طفلهم في عمر السنتين، وذلك من خلال تقبل أفكاره، مهما كانت بسيطة أو غير منطقية،فهم مشاعر الطفل من خلال تعبيراته الجسمية والإشارات يساعد الأهل على التواصل بشكل أفضل مع الطفل، مما يسهم في تطوير علاقة جيدة وصحية بينهما.
12- استعمال طريقة النقاش والحوار
وجود حوار مستمر مع الطفل يُعزز من مهارات التواصل،على الوالدين تشجيع النقاش والحوار حول مواضيع متنوعة، مع تعزيز آداب الحوار،هذه الطريقة تساعد الطفل على اكتساب مهارات التحدث والاستماع، مما يُعدّ قاعدة قوية لتطوير مهاراته الاجتماعية في المستقبل.
وبذلك، نكون قد استعرضنا أسس تربية الطفل في عمر السنتين،يؤمل أن تساعد هذه الإرشادات الأهل في فهم كيفية التعامل مع أطفالهم خلال هذه المرحلة المهمة، مما يسهم في تعزيز نموهم الصحّي والاجتماعي بشكل أفضل،للتعرف على المزيد من المعلومات والنصائح، يمكنكم ترك تعليقاتكم أسفل المقال، وسنكون سعداء للإجابة في أقرب فرصة.