تُعد معلومات حول أعراض ارتفاع السكر في الدم لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري من النقاط الطبية الأساسية التي ينبغي على الجميع أن يكونوا على دراية بها،يمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى تفشي مرض السكري إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح،وبالتالي، فإن الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية يتطلب اتخاذ الإجراءات الوقائية والالتزام بأسلوب حياة صحي،سنستعرض في هذا المقال أهم الأعراض والعوامل المرتبطة بارتفاع سكر الدم والطرق الكفيلة بتجنبه.
أعراض ارتفاع السكر لغير المصابين
يمكن أن يتعرض الشخص غير المصاب بالسكري لارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لعدة عوامل متعددة تتعلق بنمط الحياة أو التوتر أو حتى بعض الأدوية،تُعد معرفة أعراض هذه الحالة أمرًا ضروريًا، حيث يمكن أن تكون إشارة إلى تغيرات صحية تحتاج إلى تقييم،من بين الأعراض الأكثر شيوعًا التي تشير إلى ارتفاع السكر في الدم
كثرة التبول
تعتبر كثرة التبول من الأعراض الرئيسية لارتفاع مستوى السكر في الدم،يحدث ذلك عندما تحاول الكليتين التخلص من السكر الزائد الموجود في الدم، وهذا عملية تُعرف بالعتبة الكلوية،تحدث هذه الحالة عندما تصل مستويات السكر إلى حد يجعل الكلى غير قادرة على إعادة امتصاص السكر، مما يؤدي إلى كميات البول.
كثرة شرب الماء مع العطش الشديد
على الرغم من شرب كميات كبيرة من الماء، قد يعاني الشخص من عطش شديد نتيجة ل كمية السوائل التي تتم معالجتها في الجسم،هذه الظاهرة تحدث بسبب فقدان السوائل بشكل متكرر عبر التبول، مما يؤدي إلى حاجة الجسم لمزيد من الترطيب لتعويض السوائل المفقودة، مما قد يسبب شعورًا دائمًا بالجفاف.
تشوش الرؤية
يمكن أن يتسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم في ظاهرة عدم وضوح الرؤية،يترتب ذلك على تأثير السكر الزائد على السوائل المحيطة بشبكية العين، مما يؤدي إلى دخول السوائل داخل عدسة العين، وبذلك تؤثر على قدرتها على التركيز.
تنميل في الأطراف
تنميل الأطراف هو شعور شائع أيضًا في حالات ارتفاع السكر، وغالبًا ما يحدث بسبب سوء تدفق الدم إلى الأعضاء البعيدة،يمكن أن يؤثر ذلك على الإحساس في اليدين أو القدمين، ما يجعل الشخص يشعر بعدم الارتياح.
الصداع المفاجئ الشديد
يعاني العديد من الأشخاص من صداع مفاجئ وشديد عند ارتفاع نسبة السكر لديهم، وذلك نتيجة لنقص السوائل التي تحتاجها خلايا الدماغ،إذ إن الجسم يستهلك كميات كبيرة من الماء لمحاولة التخلص من السكر الزائد.
الجوع المستمر
قد يشعر الشخص بالجوع بشكل مستمر، حتى بعد تناول الطعام،يرتبط هذا الأمر بوجود صعوبة في حرق السكر وتحويله إلى طاقة بسبب عدم قدرة الجسم على معالجة كميات السكر الزائدة،لذلك، يعاني الشخص من شعور مستمر بالجوع.
الدوار (الدوخة)
الدوار قد يكون نتيجة لنقص الطاقة التي تصل إلى الخلايا،إن الخلايا لا تستطيع الاستفادة من السكر المرتفع، مما يجعلها عاجزة عن القيام بوظائفها بشكل سليم، ويتسبب ذلك في خلل في نظام التوازن في الجسم.
التعب والإرهاق السريع
قد يقابل الشخص أيضًا الشعور بالتعب السريع، حيث تنخفض مستويات الطاقة في الجسم بسرعة مقارنةً بحالة الشخص السليم،هذا يؤثر سلبًا على القدرة على أداء المهام اليومية، ويجعل من الصعب الاستمرار في الأنشطة العادية.
أعراض مترتبة على ارتفاع السكر في الدم
نتيجة لعدم قدرة الجسم على استخدام السكر الموجود في الدم، يقوم بتحويل الدهون إلى مستوى من السكر الأولي، مما يتسبب في حمض كيتون الجسم،الحالة المعروفة بفَرْطُ كيتونِ الجِسْمِ يمكن أن تؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض المقلقة
- ظهور رائحة كريهة في الفم غير مرتبطة بمشاكل الفم الأخرى.
- الشعور بالإعياء الشديد بشكل غير مبرر.
- الإحساس بجفاف في الفم ونقص في اللعاب.
- الشعور بالغثيان والرغبة في القيء.
- في بعض الحالات، يمكن أن يتطور الأمر إلى ضيق في التنفس.
مضاعفات ارتفاع السكر في الدم
إذا لم تتم معالجة ارتفاع نسبة السكر في الدم، فإن الأنسولين يكون غير قادر على مساعدة الخلايا في امتصاص السكر، مما يؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة بما في ذلك
- الفشل الكلوي بسبب الضغط الشديد الذي تتعرض له الكلى.
- النوبة القلبية نتيجة لضغط الدم المرتفع.
- العمى الناتج عن اعتلال شبكية العين.
- الاعتلال العصبي والذي يؤثر على الجهاز العصبي بشكل عام.
- خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في الحالات المتقدمة.
وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يدخل الشخص في غيبوبة السكر، وهي حالة طوارئ طبية تتطلب تدخلاً فوريًا.
أسباب ارتفاع السكر في الدم
إن ارتفاع السكر في الدم يمكن أن يحدث حتى للأشخاص الأصحاء،تعرف الأسباب المحتملة لارتفاع السكر، والتي تشمل
عدم النوم الكافي
قلة النوم تؤدي إلى تراجع قدرة الجسم على حرق واستيعاب السكر، مما يسهم في مستويات السكر في الدم.
الضغط العصبي والتوتر
التوتر النفسي يعيق قدرة الجسم على استخدام الأنسولين، وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر.
الرياضة الشديدة
بينما تعتبر الرياضة عادة مفيدة، فإن الإفراط فيها قد يؤدي إلى مستويات السكر في الدم.
نوعية الطعام
الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات لها تأثير كبير على مستويات السكر، حيث تتحول بسرعة إلى جلوكوز في الدم.
بعض الأدوية
تناول بعض الأدوية قد يسهم كذلك في ارتفاع نسبة السكر في الدم.
العدوى والالتهابات
الحالات المرضية مثل الالتهابات يمكن أن تؤدي أيضًا إلى نسبة السكر في الدم.
العمليات الجراحية والجروح
يمكن أن تتسبب العمليات الجراحية أو الجروح العميقة في مستوى السكر.
بعض الأمراض
مثل متلازمة كوشينغ وغيرها من اختلالات الغدد الصماء، يمكن أن تتسبب أيضًا في مستويات السكر.
الوقاية من أمراض السكري
يمكن تبني العديد من العادات الصحية للوقاية من ارتفاع مستويات السكر في الدم،بعض الإجراءات الفعّالة تشمل
- ممارسة نشاط بدني معتدل بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- اتباع نظام غذائي متوازن.
- التقليل من استهلاك الكحول والتوقف عن التدخين.
ومن المهم أيضًا اتخاذ تدابير للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات المعتدلة، وذلك عن طريق تقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة وضمان توازن المواد الغذائية المستهلكة يوميًا.
في النهاية، بات من الواضح أن ارتفاع السكر في الدم يعد مشكلة صحية تحتاج إلى وعي وفهم، حيث يمكن أن تؤدي إلى عواقب صحية وخيمة إذا لم تُعطَ الرعاية اللازمة،نتمنى أن تكون المعلومات التي قدمناها قد أوضحت بشكل مرض الأعراض والأسباب والعوامل الوقائية التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على مستوى صحي من السكر في الدم.