تعتبر موضوعات فقه الصيام من الموضوعات المهمة في الدين الإسلامي، حيث يتطرق الفقهاء إلى العديد من الأحكام المتعلقة بفترة رمضان، كمسألة الفطر بعذر شرعي، وما يتعلق بالأشخاص الذين يُسمح لهم بالإفطار،يهدف هذا المقال إلى استعراض القواعد الفقهية المتعلقة بالأشخاص الذين يمكنهم الإفطار في رمضان، والأسس الشرعية التي بُنيت عليها هذه القواعد،إن فهم هذه المسائل يعزز من الوعي الديني ويوفر رؤية شاملة لمواجهة التحديات المرتبطة بالصيام في مختلف الظروف.
من يباح لهم الفطر في رمضان
تمت معالجة مسألة من يجوز له الإفطار في رمضان عبر العديد من الأدلة الشرعية والنصوص الفقهية،لقد توصل الفقهاء إلى تقسيم الحالات التي يباح فيها الإفطار إلى عدة أقسام، بناءً على طبيعة العذر المتعلق بالصائم، حيث يتم التركيز على تقديم التيسير والرحمة للذين يعانون من مشقة أو من حالات خاصة،لذا، فإن الشريعة الإسلامية تراعي دوماً ظروف المسلمين ومدى قدرتهم على الصيام.
فطر المريض
تعد حالة المرض من أبرز المبررات التي تبيح الإفطار، حيث أجمع الفقهاء من مختلف المذاهب على جواز إفطار المريض،فكما ذكر في كتب الفقه، فإن المريض يمكنه الإفطار إذا كان الصيام يشكل ضرراً على صحته أو قد يزيد من معاناته،وهذا يتجلى في أقوال الفقهاء “إن الدين يسر” كما جاء في الحديث النبوي الشريف.
إن المرض قد يتراوح بين درجات مختلفة، فبالتالي يُشترط أن تكون هناك مشقة أو خطر يتسبب به الصيام،بينما يمكن تصنيف المرض من حيث تأثيره على الصائم إلى ثلاثة أنواع، هي المرض الذي يزيد بالصيامة، والمرض الذي يضر بالصائم وقد يؤدي للموت، وأما النوع الثالث فهو المرض اليسير الذي لا يؤثر على صحة الصائم بشكل ملموس.
مستوى المرض الذي يبيح الفطر
إذا شعر المريض بضرورة الإفطار بسبب المرض الذي يشعر به، يتم اتخاذ القرار بناءً على تقييم مستوى المرض،فقد تظهر بعض الحالات التي قد تؤدي إلى ذلك، مثل تعرض المريض لخطر حقيقي أو عدم جدوى الصيام في حالته الصحية،وسواء كان الضرر محتملاً أو فعلياً، فإن الفقهاء يؤكدون على ضرورة مراعاة الشؤون الصحية قبل اتخاذ قرار الصيام.
النوع الأول مرض يزيد بالصوم
إذا كان المرض يؤثر سلباً على حالة الصائم ويعزّز من شعوره بالألم، فإن الفقهاء يرون أنه يجدر بالمريض الإفطار،وقد استند العديد من الفقهاء إلى النصوص الشرعية التي تبيح هذا الأمر.
النوع الثاني مرض يضر الصائم وقد يؤدي للموت
يكون الإفطار في حالات المرض الشديد واجبًا على صائم إذا كان هناك خوف من خطر صحي قد يحدث نتيجة الصيام،وقد وردت نصوص شرعية مؤكدة لذلك بين مذاهب الفقه الأربعة، حيث استندوا إلى معايير طبية متعارف عليها في هذا الشأن.
النوع الثالث مرض يسير
أما بالنسبة للأمراض الطفيفة كالصداع، يرى الفقهاء أن لا يبيح الإفطار حيث أن الشخص في هذه الحالة يستطيع تحمل الصوم،لذا، تم اعتبار المريض الذي لا يتأثر صيامه كالصحيح.
بعد الشفاء من المرض الذي أفطر فيه
عند تعافي المريض، يتوجب عليه قضاء ما أفطر منه، وهذا يأتي في إطار مبدأ العدل والإنصاف الذي تستند إليه التشريعات الإسلامية.
حكم المريض الذي لا يرجى برؤه
بالنسبة للمصاب بمرض مزمن، فقد اتفقت الآراء الشرعية على ضرورة إطعام مسكين عن كل يوم لم يصم فيه،ولقد اعتمد العلماء في ذلك على قاعدة التيسير في الدين.
فطر المُسافِرِ
نوع آخر من الفئات التي يُسمح لها بالإفطار هم المسافرون، حيث يعد السفر عذرًا شرعيًا يبيح الإفطار،وقد ذكر الفقهاء في كتبهم أنه في حالات معينة، مثل السفر الطويل أو الشاقة، يمكن للمسافر أن يختار الفطر بناءً على حالته الخاصة.
حكم صوم المسافر الذي لا يلحقه بصومه مشقة
إذا كان السفر لا يسبب أي مشقة، فإن آراء الفقهاء تختلف حول ما إذا كان الأفضل هو الصوم أو الإفطار،فالأول يرى أن الصوم أفضل، بينما الثاني يرى أن الإفطار هو الأسهل.
مدة الإقامة التي يفطر فيها الصائم المسافر
اتفق الفقهاء على أن المسافر إذا نوى الإقامة أكثر من ثلاث أيام، فيتوجب عليه الصوم ولا يجوز له الإفطار.
فطر كبار السن
كذلك يجوز للفئات الكبيرة في السن أو العاجزة عن الصيام الإفطار، ولقد أكدت الأقوال الفقهية على ضرورة إخراج كفارة خلال ذلك.
فطر الحامل والمرضع
في حالة النساء الحوامل والمرضعات، يُسمح لهن بالإفطار إذا كان الصيام قد يهدد صحتهن أو صحة أطفالهن،فهذه قضايا تُؤخذ بعين الاعتبار بشكل جاد.
فطر الحائض والنفساء
عد النساء الحائضات والنفساء من الحالات التي يُمنع فيها الصيام، حيث أن الفطر يكون واجبًا، وبذلك يتوجب عليهن قضاء الأيام التي أفطرن فيها.
حالات خاصة من يباح لهم الفطر في رمضان
توجد حالات خاصة وضرورية مثل إنقاذ غيره أو تحقيق مصلحة، حيث يستفاد من الفطر فيها،لكن يجب الالتزام بالدليل الشرعي المبني على الأمر.
من المجمل نستنتج أن فقه الإفطار في رمضان يبرز عن هبة الإعذار والرحمة من الشريعة الإسلامية، مما يسهل على المسلمين التكيف مع ظروف حياتهم المختلفة في ظل الالتزام بالأوامر الدينية،ولذلك، يجب على المسلمين المعرفة الجيدة بتلك الأحكام لتفادي أي شبهة أثناء الصيام.