إن تحليل المياه في سياق الميكروبيولوجيا يعد أمرًا بالغ الأهمية في عالم اليوم، حيث تزداد المخاوف بشأن جودة المياه والمخاطر الصحية المرتبطة بالتلوث،تعتبر المياه من العناصر الحيوية التي يحتاجها الإنسان، ولذا فإن فهم كيفية تحليل المياه لكشف الميكروبات الضارة هو مجال بحثي متنامٍ،يهدف هذا المقال إلى استعرض الأساليب المختلفة لتحليل المياه ميكروبيولوجيًا وكيفية الكشف عن الملوثات اللاهوائية، بالإضافة إلى المناهج المستخدمة لتحقيق ذلك،من خلال تحليل تفاصيل هذا الموضوع، يمكن فهم أهمية الحفاظ على جودة المياه لصحة الإنسان والبيئة.

تحليل المياه ميكروبيولوجيا

تُعتبر عملية “التحليل القياسي للمياه” هي الطريقة الأكثر استخدامًا للكشف عن مدى صلاحية المياه للشرب،تتضمن هذه العملية العديد من الخطوات والإجراءات الدقيقة التي يجب إجراءها لضمان عدم تلوث المياه،لا يقتصر تحليل المياه على مجرد قياس التلوث، بل يتطلب فحص مجموعة متنوعة من البيانات بما في ذلك الميكروبات الموجوة، مما يجعل تحليل المياه علمًا دقيقًا يتطلب خبرة ومعدات متطورة،فيما يلي تفاصيل كيفية معالجة هذا التحليل.

1،الفحص أو التحليل الكيميائي

في هذه المرحلة، تتم دراسة العناصر والأيونات داخل المياه، حيث تشير قياسات معينة إلى وجود تلوث بشكل خطير،تركز التحليلات على قياس عدة مدة محددة من المكونات، ومن ضمنها

  • تقدير الأملاح الذائبة بشكل كلي باستخدام طريقة التوصيل الكهربائي (E.C).
  • تحديد درجة الحموضة لقياس فعاليتها.
  • تحليل نسب الكربونات والبيكربونات والكلوريدات.
  • تحديد مستوى الكبريتات.
  • تقييم نسبة المواد العضوية والنيتروجين في المياه.
  • يتم أيضًا قياس عناصر مثل البورون والرصاص وغيرها من العناصر التي قد تكون موجودة بشكل ضار.
  • تعتمد جودة المياه على مقارنة هذه النسب بمعايير موحدة لضمان السلامة.

2،التحليل البكتيري للمياه

أسلوب هذا التحليل يركز بشكل أساسي على دراسة الميكروبات البرازية الموجودة في المياه،يعتبر هذا العنصر حاسمًا، إذ أن وجود مثل هذه الميكروبات يعد دليلاً ملموسًا على التلوث بأسباب بشرية أو حيوانية،يتم تقييم سبيل مخاطر هذه الميكروبات لضمان سلامة الاستخدام المنزلي للمياه،تتطلب العملية تقييم عدد الميكروبات ومصدرها المحتمل، مما يساعد على تحديد مصادر التلوث بشكل أكثر دقة.

طريقة أخذ العينات للتحليل

تتطلب عملية أخذ العينات اتباع مجموعة من الشروط الأساسية التي تضمن عدم تلوث العينة خلال هيئة أخذها.

  • يجب أن تكون العينة مأخوذة من نفس المصدر الذي يتم اختباره.
  • القيام بإجراءات احترازية لتفادي تلوث العينة.
  • في حال أخذ العينة من حنفية مياه، يجب تعقيمها ثم تركها مفتوحة لمدة خمس دقائق.
  • بالنسبة للمياه الجارية، يجب أخذ العينة من تحت سطح المياه، فيما يتعلق بالمصادر مثل الترع.
  • خلال اختبار مياه الطلمبات، من الضروري تركها تعمل لمدة كافية ثم أخذ العينة.
  • أي عينة تحتوي على الكلور يجب أن تُعالج بإضافة ثيوسلفات الصوديوم لتجنب تداخل النتائج.
  • يجب إجراء الفحص فور جمع العينة، وإذا تأخرت، يجب حفظها في البيئة المناسبة لضمان سلامتها.
  • تنص منظمة المقياس الأمريكية على أن الماء يعد صالحًا للاستخدام إذا انخفض عدد الميكروبات الكلي في العينة إلى أقل من 100.

العوامل التي تؤثر على تحليل المياه

نتائج التحليلات تختلف تبعًا لعدة عوامل تتعلق بطرق جمْع العينة، التخزين، والبيئة

  • اختلاف طرق جمع العينات.
  • طرائق تقدير الملوثات.
  • نوع البيئة التي تُخزن فيها.
  • درجات الحرارة أثناء الفحص.
  • لا يُفترض أن يتجاوز العدد الكلي للبكتيريا 20 ميكروب لكل مل.

الأدوات والمواد المستخدمة للتحليل

  • أنابيب معقمة بسعة 9 مل لجمع العينة.
  • وسائط أجار تحتوي على المكونات المذكورة سابقًا.
  • ماصات وأنابيب مياه مع تقنيات معقمة.

طريقة إجراء التحليل

  1. يجب تحريك العينة بشكل جيد قبل جمعها.
  2. يتم نقل عينة مقدار 1 مل إلى الأنبوب المعقم مع مراعاة قيم تخفيف معينة.
  3. تتم سلسلة من التخفيفات مع توثيق كل تخفيف بطريقة نظامية.
  4. تُنقل كميات مختلفة من التخفيفات إلى أطباق بتري، مع تصنيف كل طبق بناءً على التخفيضات.
  5. يُصب كل من البيئات الغذائية المخصصة للأحواض محضرة بعناية، ثم تُحضن تحت ظروف مضبوطة.
  6. بعد فترة التحضين، يتم عد المستعمرات وتسجيل البيانات.
  7. يتم قياس متوسط المستعمرات باستخدام التجهيزات المخصصة، مما يساعد على تحديد كمية البكتيريا في العينة.

طرق الكشف عن البيئة المتجرثمة اللاهوائية بالمياه

تتضمن الأساليب المستخدمة تلقيح بيئات معينة بالدلكة، ومن ثم تحضينها في ظروف تجريبية خاصة، مما يساعد على تحديد أي وجود للميكروبات من خلال الملاحظات الظاهرة مثل التلون.

يرتكز هذا التحليل على الكشف عن وجود بكتيريا القولون، مما يشير إلى تلوث المياه بمخلفات الصرف الصحي،يتضمن هذا الإجراء ثلاث مراحل رئيسية

1،الاختبار الاحتمالي

يكشف هذا الاختبار عن الميكروبات التي تتفاعل مع السكريات، منتجة غازات، مما يدل على إمكان حدوث تلوث.

2،الاختبار الحقيقي

يستهدف هذا الاختبار التفريق بين السلالات البكتيرية في حالة وجود نتائج إيجابية من الاختبارات السابقة.

3،الاختبار التحليلي

يعتمد هذا التحليل على عزل الكائنات الحية الدقيقة المحددة ونموها، بهدف فهم الخصائص الفيزيائية المميزة.

من خلال هذه المعلومات القيمة، يمكن لكل من الأفراد والمختصين في المجال الاستفادة من تحليل المياه وما يترتب عليه من إجراءات لضمان الصحة العامة.

إن تحليل المياه يتطلب نهجًا شاملًا لضمان نقائها وسلامتها، مما يحمي الإنسان والبيئة على حد سواء،يتوجب على المجتمع العلمي مواصلة العمل في هذا المجال لجعل المياه في متناول الجميع بأعلى معايير الجودة.