يُعتبر المغرب دولة غنية بالثقافات والتنوع السكاني، وهو ما يعكس تاريخها العريق وتطورها المستمر،منذ العصور القديمة، لعبت المملكة دوراً مهماً في شمال أفريقيا، ويعتبر سكانها مزيجاً من العرب والبربر، مما يعزز الفهم الثقافي ويثري التجربة الاجتماعية،مع الحركة نحو الحضر، شهد عدد السكان تزايداً ملحوظاً، مما يعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية،سنقوم في هذه المقالة باستعراض معلومات وتحليلات حول عدد سكان المغرب وتوزيعهم الجغرافي، بالإضافة إلى خصائصهم الثقافية والديمغرافية.

عدد سكان المغرب

تستمر المملكة المغربية في تسجيل ملحوظة في عدد السكان، حيث بلغ عدد السكان وفق إحصائيات عام 2019 حوالي 36.6 مليون نسمة، مما يعد ملحوظة تبلغ حوالي 4 ملايين نسمة مقارنة بإحصائيات عام 2013 التي تُشير إلى نحو 32.6 مليون نسمة،يُعد المغرب من بين دول القارة الإفريقية ذات الكثافة السكانية العالية، وتمتد مساحتها السكانية الإجمالية إلى 81 نسمة لكل كيلومتر مربع،إن هذه الوضعية تمنح المغرب المرتبة الأربعين عالمياً من حيث إجمالي عدد السكان، بينما يحتل المرتبة الحادية عشر على المستوى الأفريقي.

تُعتبر الديانة الإسلامية هي الأكثر انتشاراً بين السكان، حيث يبلغ دعمها حوالي 99% من إجمالي عدد السكان،وتُظهر المعلومات التاريخية أن غالبية السكان من الأصول العربية والبربرية، حيث أن البربر شكلوا السكان الأصليين لمنطقة شمال أفريقيا، قبل أن يساهم العرب في إحداث تغيير سكاني ملحوظ،ومع ذلك، لا يزال هناك تواجد لمزيد من الفئات الإثنية، مثل الكناوة الذين يمثلون سلالة العبيد التي جلبت من إمبراطورية غانا القديمة في القرن السادس عشر.

مدن المغرب من حيث عدد السكان

لنستعرض ترتيب أكبر 10 مدن بالمغرب من حيث عدد السكان وفق إحصائيات عام 2014،هذه المعلومات تعطي صورة واضحة عن توزيع السكان ومدى التركز السكاني في المدن الكبرى

  • مدينة الدار البيضاء تُعتبر أكبر المدن المغربية بعدد سكان يصل إلى حوالي 3.3 مليون نسمة.
  • مدينة فاس تأتي في المرتبة الثانية بعدد سكان يُقدَّر بحوالي 1.1 مليون نسمة.
  • مدينة سلا عدد سكانها حوالي 982 ألف نسمة.
  • مدينة طنجة تحتضن حوالي 971 ألف نسمة.
  • مدينة مراكش تقارب 928 ألف نسمة.
  • مدينة مكناس يحوي حوالي 632 ألف نسمة.
  • مدينة الرباط تُقدَّر بعدد سكان يصل إلى حوالي 577 ألف نسمة.
  • مدينة وجدة تقارب 494 ألف نسمة.
  • مدينة القنيطرة تُقدّر حوالي 431 ألف نسمة.
  • مدينة أغادير عدد سكانها حوالي 421 ألف نسمة.

جغرافيا المغرب

تتميز المملكة المغربية بموقعها الجغرافي الاستراتيجي الفريد، حيث تطل من الغرب على الساحل الأطلسي، ومن الشمال الشرقي على البحر الأبيض المتوسط،يُسهل هذا الموقع الحيوي تجارة البلاد، ويعطيها أهمية كبيرة في الصراع على السيطرة البحرية،تحدها الجزائر من الشرق، وموريتانيا من الجنوب، وتعتبر العاصمة الرباط هي مركزها الحكومي وهي تقع على الساحل الأطلسي، مما يزيد من أهمية المدينة.

مساحة المملكة المغربية

تُقدر مساحة المملكة المغربية بحوالي 710 ألف كيلومتر مربع، مما يجعلها تحتل المركز التاسع والثلاثين عالميًا من حيث المساحة،وتأتي في المرتبة الثامنة عشر على مستوى القارة الأفريقية،لا يمكن إغفال النقاشات السياسية القائمة حول المنطقة المتنازع عليها في الصحراء الغربية، والتي أدت إلى الكثير من التوترات الإقليمية،كما تظهر مشاكل أخرى تتعلق بسيادة المغرب على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من قِبل إسبانيا.

سكان المغرب

إن سكان المغرب يعكسون تنوعاً ثقافياً واجتماعياً تاريخياً، حيث يتكونون من فئات مختلفة تعود جذورها إلى عصور ما قبل التاريخ،يمثل البربر السكان الأصليين لهذا الوطن، الذين واجهوا المستعمرين على مر العصور، حيث يُظهر التاريخ تغيرات كثيرة وقدرة على التكيف مع العوامل الخارجية.

من هم سكان المغرب

يعود انتساب سكان المغرب إلى أكثر من 3000 عام، حيث يُعتبر البربر هم السكان الأصليون، ولكن مع مرور الزمن دخلت ثقافات جديدة وانتشرت،يجب أن نأخذ في الاعتبار أن العرب من شبة الجزيرة العربية قد أثروا بشكل كبير في التركيبة السكانية للبلاد، حيث اشتبكوا مع البربر وأصبحوا جزءً من النسيج الاجتماعي لمجتمع المغرب.

عرب شبة الجزيرة

تُعتبر الهجرات العربية من شبة الجزيرة إلى المناطق الأخرى خلال القرن السابع الميلادي ذات تأثير كبير على السكان المغاربة، حيث التقى العرب والبربر وعاشوا سوياً في أمان،من هنا، انصهروا وتبادلوا الثقافة، مما أسهم في تشكيل هوية ثقافية خاصة بالمغرب.

سكان المدن بالمغرب

يشير النمو الحضاري في المغرب إلى التحولات التي شهدها سكان المدن،حيث كانت النسبة خلال عام 1996 حوالي 49%، مقارنةً بالـ51% للسكان في الريف،ومع تقدم الوقت، نجد أن المدن أصبحت تجذب سكان الريف الذين يهاجرون بحثاً عن فرص أفضل، مما ساهم في ظهور العشوائيات.

سكان الريف المغربي والبدو

يعيش سكان الريف في المناطق المعروفة بالبوادي، وتتميز مساكنهم بتصميمات تقليدية وأسلوب حياة فريد،يُعتبر البدو من الساكنة التقليدية التي تتواجد في المناطق الصحراوية، وهم يحافظون على نمط حياة يعتمد على التنقل والبحث عن المراعي.

السياحة بالمغرب

تُعَد السياحة من القطاعات الحيوية في الاقتصاد المغربي، حيث ساعدت الحكومة على التركيز على تطوير هذا القطاع الوحيد،لقد ساهمت السياحة بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد، حيث استضاف المغرب في عام 2018 أكثر من 12 مليون زائر.

مميزات السياحة في المغرب

تمتاز المملكة المغربية بتنوع المعالم السياحية، من المدن الإمبراطورية إلى الشواطئ الساحرة،إليكم بعض النقاط التي تُبرز جمال السياحة في البلاد

  • حسن الضيافة والتسامح الذي يتحلى به الشعب المغربي.
  • الشواطئ الجميلة على ساحلي البحر الأبيض المتوسط والأطلسي.
  • الاختلاف الثقافي نتيجة التفاعل بين الثقافة العربية والبربرية.
  • الأسواق المتنوعة التي تجذب السياح بمنتجات محلية فريدة.
  • التصميم المعماري العربي التقليدي الذي يُشعرك بأنك في عصور سابقة.
  • وسائل النقل المتاحة التي تسهل التنقل بين المدن.
  • أماكن الإقامة التي تتناسب مع جميع الزوار.
  • الجبال المدهشة التي تمثل وجهة مثالية لعشاق المغامرات.
  • توفر المدن الإمبراطورية الأربعة التي تحمل تاريخاً عريقاً.

نصائح للسياح الزائرين للمغرب

نقدم لكم أهم النصائح التي يجب اتباعها عند زيارة المملكة المغربية مستقبلاً

  • احترام الأديان والثقافات

أي زائر للمغرب يجب أن يحترم الدين الإسلامي والثقافة المحلية، حيث يُعتبر ذلك جزءاً أساسياً من تجربة السفر.

  • تذوق الأكلات المغربية الشعبية

التمتع بالمأكولات المحلية الشهية مثل الكسكس والطاجين المغربي ضرورة لا بد منها للزوار.

  • المساومة بالأسواق

نظراً لأن العديد من المتاجر قد ترفع الأسعار، يُنصح الزوار بالمساومة للحصول على أفضل الأسعار.

في الختام، نجد أن المغرب تُعتبر بلدًا غنيًا بالثقافة والتاريخ، كما أن سكانها يمتازون بتنوعهم الفريد،لقد قدمنا لكم معلومات مفيدة حول التركيبة السكانية والاقتصادية والخصائص الثقافية، وكذلك نصائح قد تكون مهمة للزوار الجدد،نأمل أن يكون هذا المقال قد أعطى صورة شاملة عن المغرب العريق وسكانه المتميزين، وأن يساعدكم في اتخاذ قرار زيارة هذا البلد الجميل.