تعتبر فترة الحمل من أهم الفترات التي تمر بها المرأة، حيث تشهد العديد من التغيرات الجسدية والعاطفية،ومن أبرز اللحظات التي تخطف أنفاس الأمهات الجدد هي شعورهن بحركة الأجنة داخل الرحم،هذا الشعور يمثل مرحلة جديدة ومليئة بالعواطف والتوقعات، لكن هناك بعض التساؤلات المرتبطة بتوقيت بدء هذه الحركة وطرق تحديدها،من هذا المنطلق، سنتناول في هذا المقال البحثي موضوع “متى تشعر الأم بحركة الجنين” بتفاصيله وأبعاده المختلفة، وذلك من خلال عدة جوانب تتعلق بحركة الجنين وأهميتها.

متى تشعر الأم بحركة الجنين

  • تبدأ حركة الجنين في رحم أمه في نهاية الشهر الثالث من الحمل، وهو ما يعادل تقريبًا الأسبوع الحادي عشر، حيث تكون الحركات الأولى رقيقة وبسيطة.
  • تتباين استجابة الأمهات حسب مجموعاتهن؛ فالأمهات اللواتي يختبرن الحمل للمرة الأولى قد يشعرن بتلك الحركات بعد أسابيع أو شهور، بينما الأمهات اللواتي لديهن تجارب سابقة في الحمل يشعرن بتلك الحركات في وقت أبكر، وغالبًا قبل الأسبوع الثامن عشر من الحمل.
  • أما السيدة التي تحمل للمرة الأولى فقد تبدأ في الإحساس بتلك الحركات بعد بلوغ الأسبوع العشرين، وهو ما يؤكد أهمية متابعة الأم لمراحل الحمل لتقدير صحتها وصحة الجنين.

المعدل الطبيعي لحركة الجنين

  • خلال فترة الحمل بين الأسبوعين 20 و25، تصبح حركة الجنين أكثر انتظامًا، حيث تزداد عددها وتستمر لفترات أطول، لكن يجب على الأم أن تعرف أن إحساسها بتلك الحركة قد يكون غير متواصل.
  • تختلف الأوقات التي يتحرك خلالها الجنين، حيث قد ينام لفترات طويلة أو يتحرك دون أن تشعر به الأم بسبب انشغالها بأمور أخرى.
  • من الجدير بالذكر أن معدل حركة الجنين في رحم أمه تزيد عادةً أثناء فترة نوم الأم، على عكس وقت نشاطها ومن ثم يجب على الأم أن تراقب تحركاته.
  • يدعو الأطباء إلى اتخاذ وضعية استلقاء على الظهر لمراقبة حركات الجنين، حيث أن طبيعة الحركة تتغير مع تقدم شهور الحمل، بحيث تزداد الحركة بشكل ملحوظ مع اقتراب موعد الولادة.

متابعة حركة الجنين

  • عند وصول الحمل إلى الأسبوع الثامن والعشرين، يُعتبر من المهم متابعة حركة الجنين لقياس أداء نموه،حيث يقوم الأطباء عادةً بمراقبة نمط الحركة وتحليل أوقات نشاط الجنين.
  • في بعض الحالات، يطلب الطبيب من الأم الاستلقاء على أحد جانبيها والتركيز على عد حركات الجنين، مع سجلات للوقت وكيفية الاستجابة لهذه الحركات.
  • يجب أن تكون عدد الحركات ملحوظة بوضوح، وأي قلة فيها تستدعي زيارة للطبيب لتقييم وضعية الجنين.

لماذا يتحرك الجنين في بطن الأم

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حركة الجنين داخل الرحم، وتتنوع ما بين العوامل التفاعلية والاستجابة للبيئة الخارجية

  • تشير الأنشطة الوظيفية المرتبطة بتخليق الأطراف إلى رغبة الجنين الجسدية في تمديد وتحريك أطرافه.
  • يمكن أن تؤدي الأصوات الخارجية والشعور باللمس الذي تقدمه الأم إلى تحفيز حركة الجنين، فلا تُعد المثيرات الخارجية فقط عناصر سلبية.
  • تناول الأم لمأكولات معينة، خاصة الحلوى، قد يؤثر على نشاط الجنين، مما يؤدي ل تحركاته.

هل هناك ضرر بسبب قلة حركة الجنين

على الرغم من أن قلة الحركة لا تعني بالضرورة وجود مشكلة خطيرة، إلا أنها قد تشير إلى عدة نتائج، منها

  • قد يتسبب الجنين في فترة قيلولة طويلة، خاصة خلال الشهور النهائية من الحمل.
  • هناك احتمال أن يكون الجنين في وضعية لا تسمح له بالحركة بحرية، مما يعوق نشاطه.
  • أحيانًا يحتاج الجنين إلى غذاء إضافي يحفز نشاطه، مما يعكس أهمية التغذية المناسبة للمرأة الحامل.

طرق تحفيز حركة الجنين

هناك عدة طرق يمكن للأم من خلالها تحفيز حركة الجنين بشكل آمن وصحي، مثل

1،تناول وجبة خفيفة

  • تعتبر الأطعمة الغنية بالسكر مثل الفاكهة أو الحلويات من المعززات الجيدة لتحفيز حركة الجنين.
  • عصائر الفواكه الطبيعية لها تأثير إيجابي أيضاً، حيث تعمل على مستوى السكر في الدم وبالتالي نشاط الجنين.

2،ممارسة نشاط خفيف

  • تعتبر بعض التمارين الخفيفة مثل الهرولة أو الفقز البسيط من الأنشطة التي قد تساهم في تحفيز حركة الجنين.

3،الضغط برفق على البطن

  • قد يساعد الضغط الناعم على بطن الأم في تحفيز الجنين على الحركة، كما يفعل ذلك الأطباء خلال الفحص.

4،تسليط ضوء على منطقة البطن

  • ابتداءً من الأسبوع الثاني والعشرين، تنمو حاسة السمع لدى الجنين وقد يستجيب للضوء بإحداث حركات معينة، مما يعكس تفاعلاً ممتعًا.

5،الاستلقاء ومنحها راحة

  • الراحة والاستلقاء قد تعمل على تعزيز حركة الجنين، خاصةً عند التقلب على الجانبين.

6،التحدث مع الجنين

  • الأم التي تتفاعل مع جنينها من خلال الحديث أو الغناء، قد تشهد تفاعلًا مفرحًا من خلال تحركات الجنين.

ختامًا، نجد أن فهم حركة الجنين يعتبر جزءًا أساسيًا من رحلة الحمل،وقد تبين لنا أن الأمهات يشعرن بحركة الجنين بشكل متباين تبعًا لتجاربهن السابقة،فمن المهم أن تكون الأمهات على دراية بكيفية متابعة حركة الجنين وفهم دلالاتها، مما يساعد في ضبط مستوى القلق ويعزز من صحة الأم والطفل خلال هذه الفترة الحرجة.