تعتبر الغدة الدرقية واحدة من الغدد الهامة في جسم الإنسان، حيث تقوم بإفراز مجموعة من الهرمونات اللازمة لتنظيم العديد من الوظائف الحيوية،وقد يصبح سلامة عمل هذه الغدة أمرًا حيويًا خاصةً في مرحلة الطفولة، حيث تؤثر بشكل كبير على النمو الجسدي والعقلي،لذلك، يصبح تحليل الغدة الدرقية لحديثي الولادة ضرورة طبية تتيح للطبيب اكتشاف أي خلل قد يؤثر على صحة الطفل،في هذا المقال، سنستعرض متى ينبغي إجراء هذا التحليل ولماذا يعد ضروريًا، بالإضافة إلى الأسباب والأعراض المرتبطة بقصور الغدة الدرقية عند الأطفال.
متى يجرى تحليل الغدة الدرقية لحديثي الولادة
تشير الدراسات إلى أن حالات قصور الغدة الدرقية ليست شائعة، حيث تصيب طفلًا واحدًا من كل 3000 أو 4000 طفل،وتتطلب هذه الحالة علاجًا دائمًا لغرض تحقيق مستوى من الاستقرار الصحي للطفل،لأن الغدة تلعب دورًا بارزًا في النمو المتوازن للجسم والدماغ، يمكن أن يؤدي قصورها إلى إعاقة عقلية وجسدية في حالة عدم العلاج بشكل مبكر،لذلك، ينصح بإجراء تحليل الغدة الدرقية للمواليد الجدد في اليوم الثالث من العمر، وذلك للاطمئنان على وظائف الغدة الدرقية وحماية الطفل من أي مضاعفات مستقبلية.
إذا تم اكتشاف أي نقص في إفراز الهرمونات، فبالتالي ينبغي البدء بالعلاج في أسرع وقت لتحقيق الأفضل في صحة الطفل،هنا يأتي دور تحليل الغدة الدرقية، والذي يتطلب سحب عينة دم من كعب الطفل؛ وذلك لرصد مستويات هرموني T4 و TSH، حيث يُعتبران مؤشرين رئيسيين على صحة عمل الغدة.
أسباب قصور الغدة الدرقية بحديثي الولادة
توجد عدة أسباب تؤدي إلى قصور الغدة الدرقية في حديثي الولادة، منها
- غياب الغدة الدرقية بشكل كامل، أو وجودها بحجم صغير أو في مكان غير مناسب داخل الرقبة.
- اختلال الإشارات المُرسلة من الغدة النخامية إلى الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى عدم قدرة الغدة على إنتاج الهرمون الضروري،هذه الحالة تعرف بالقصور المركزي.
- استعمال الأم لأدوية خلال فترة الحمل، مما قد يؤثر سلبًا على نمو الغدة الدرقية لدى الجنين.
- نقص عنصر اليود في نظام الأم الغذائي أثناء الحمل.
- إصابة الأم بأمراض سرطانية وتناولها للعلاج المخصص لها.
هذا بالإضافة إلى تسليط الضوء على ضرورة إجراء التحليل في الوقت المناسب لتفادي المشاكل الصحية المحتملة لاحقًا.
أعراض قصور الغدة الدرقية لدى حديثي الولادة والأطفال
تظهر أعراض قصور الغدة الدرقية بعد الولادة عادةً بشكل تدريجي، وقد لا يتم ملاحظتها في البداية،من أهم العلامات التي قد تشير إلى هذه الحالة
- اصفرار جلد الطفل وبياض عينيه.
- ظهور بقعة ناعمة على رأسه.
- ضعف إقبال الطفل على الرضاعة الطبيعية.
- الإصابة باضطرابات في الهضم مثل الإمساك.
- نمو بطيء في العظام.
- قلة النشاط والطاقة.
- تورم في وجه الطفل.
- الوزن بمعدل غير طبيعي.
- تأخر في النمو والتطور العام.
- ملامح وجه غير نمطية.
- ظهور سوء التغذية.
- مشاكل في نمو العظام.
- إعاقة ذهنية محتملة.
- نوم زائد أو التعب والإرهاق.
- نوعية بسيطة من البكاء.
- غلظة في الصوت.
- نقص القوة العضلية.
- كلام غير طبيعية في اللسان.
- الفتق السري، مما يسبب تورم المنطقة المحيطة بالسرة.
- جلد متجمد أو جاف.
- تورم الرقبة نتيجة تضخم الغدة الدرقية.
علاج قصور الغدة الدرقية
يجب أن يتم بدء العلاج للقصور الخلقي في أقرب وقت ممكن بعد التشخيص، حيث إن التأخير قد يؤثر سلبًا على النمو العقلي للطفل،غالبًا ما يتم العلاج من خلال
- تقديم هرمونات صناعية للغدة الدرقية، مثل “ليفوثيروكسين”، والتي قد تحتاج إلى تناولها بشكل يومي طوال الحياة.
- إجراء فحوصات دم دورية لمراقبة مستويات هرموني T4 و TSH لضمان تحقيق التوازن الهرموني.
- متابعة الطبيب لمعدل نمو الطفل وتقدمه، ويجب تقديم الهرمونات بصورة مناسبة مع الحليب أو المياه.
من الضروري أن يتبع الأهل التعليمات الطبية بدقة وأن يراقبوا أي تداخلات قد تؤثر سلبًا على مستويات الهرمونات.
على العموم، لا ينتقل قصور الغدة الدرقية وراثيًا، مما يعيب على افتراض أن جميع الأطفال في الأسرة سيواجهون نفس المشكلة،ينبغي على الآباء أن يبقوا يقظين ويبحثوا عن أعراض المشكلة لضمان صحة أطفالهم.
في ختام هذا المقال، نستنتج أن تحليل الغدة الدرقية حديثي الولادة يعد ضرورة طبية يجب أخذها بعين الاعتبار للحفاظ على صحة الأطفال،من المهم أن تتم متابعة الأطفال الرضع بعد ولادتهم مباشرةً وفحصهم للأعراض التي قد تشير إلى وجود خلل،إن فهم هذه الحالة وكيفية التعامل معها يمكن أن يحسن بشكل كبير من نوعية حياة الأطفال ويتجنب أي مضاعفات محتملة،نأمل أن يكون هذا المقال قد قدم معلومات مفيدة حول هذا الموضوع المهم.